IMLebanon

«الحزب» لا يزال حاجة لإيران

سماحة السيّد ألقى خطاباً يوم أول من أمس ركز فيه على أنّ إيران لن تتخلّى عنه لسببٍ جهادي.

يبدو أنّ سماحته قد نسي أنّه لا توجد في السياسة صداقة دائمة أو عداوة دائمة، إنما توجد مصالح دائمة».

كيف سيقنعنا سماحته أنّ إيران التي تعطي الحزب سنوياً مليارين من الدولارات: مليار للسلاح ومليار ثانٍ مساعدات مالية شتى بهدف الجهاد ضدّ إسرائيل.

لا ينكر أحد أنّ هذه المساعدات أسهمت في تحرير جنوب لبنان في العام 2000.

ولكن في عودة الى التاريخ لم تكن هذه المساعدة موجودة عندما احتلت إسرائيل أوّل عاصمة عربية (1982) بعد حصارها لمدّة مئة يوم وأسفرت عن خروج الفلسطينيين من بيروت…

ولكنّ اللبنانيين هم الذين تصدّوا للإحتلال الاسرائيلي حتى قبل قيام «حزب الله»، وابن بيروت خالد عليوان هو الذي نفذ عملية «الويمبي» ضد الضباط الاسرائيليين… وكانت المقاومة الوطنية اللبنانية هي التي تتصدّى للإسرائيليين وتضم في صفوفها السُنّة والشيعة والمسيحيين… لأنّه من الطبيعي أنّ أي دولة تتعرّض للاحتلال يقوم أهلها بالدفاع عنها، مَن يحتل بيتك يدفعك الى الدفاع عنه، فالوطن غالٍ، والأرض غالية… وبالفعل فقد اندحرت إسرائيل عن بيروت بفضل المقاومة الوطنية اللبنانية التي تحوّلت الى «مقاومة إسلامية» (شيعية) محصورة بـ»حزب الله».

وقد رفض الحزب أي انتساب أو مساهمة أخرى في المقاومة ضد إسرائيل لدرجة أنّه لم يستطع أن يتحمّل حتى حركة «أمل»، وأضحت المقاومة: الحزب مع إيران و»أمل» مع سوريا.

بهذا الكلام نحاول أن ننعش ذاكرة السيّد حسن.

والنقطة الثانية التي ذكرها سماحته هي أنّ إيران لم تبحث مع أميركا إلاّ في الملف النووي وحده وليس في أي موضوع آخر.

والحقيقة أنّ أميركا هي التي رفضت وليس إيران التي حاولت مرات عدّة أن تطرح غير موضوع لكن الاميركي رفض رفضاً قاطعاً.

إنّ إيران تبحث عن دور كبير لها في المنطقة وهي لا تزال بحاجة الى «حزب الله» ولكن عند أوّل اتفاق ستتخلّى عن الحزب، وهذا ما سنراه قريباً.

وإذا كان الايرانيون لا يزالون متمسّكين بالحزب فلأنّه لم يحن الوقت بعد بالنسبة الى مصلحة إيران… وعندما يحين الوقت ستصدم الحقيقة «حزب الله».

ع. ك