IMLebanon

الرئيس والتجذّر في الأرض

يعيش لبنان، في هذه الأيام، أزماتٍ سياسية واقتصادية متلاحقة. صحيحٌ أنّ الأمن ممسوك، ولكنّ هذا الأمن قد يهتزّ في ظلّ استمرار فراغ القصر الجمهوري من رئيس يُعيد توحيد اللبنانيين.

لدى الطائفة المارونية شخصيات مميَّزة بإمكان إحداها أن تتربّع على عرش القصرإنّ الدول القريبة والبعيدة تطالب بإنتخاب رئيس للجمهورية. والمسؤولون المدنيون والدينيون مع انتخاب رئيس يحظى بثقة الشعب، ويكون قادراً على وضع الوطن على سكة النأي الفعلي بالنفس تجاه ما تتخبّط به المنطقة العربية من تصدّع في أنظمتها المتهالكة.

لقد بحّ صوت البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بإنتخاب رئيس قوي للجمهورية. كذلك بحّ صوت الرئيس تمام سلام والبابا فرنسيس والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وكلُّ مَن عرف لبنان وأحبّه، ولكن على مَن تقرأون مزاميركم ايها الغيارى على هذا الوطن.

إنّ الجميع ينادي بانتخاب الرئيس. والسياسيون اللبنانيون الموارنة الفاعلون على الساحة المحلية لم يدركوا بعد مدى الضرر الذي يلحق بلبنان، وتحديداً بالطائفة المارونية، في حال تقاعسهم عن انتخاب رئيس يوحّد شمل الطائفة اولاً، ويكون رئيساً لكلّ لبنان ثانياً.

إنّ المسيحيين الباقين في الدول العربية يناشدون القيمين على الطائفة المارونية لملمة صفوفهم، وانتخاب رئيس للجمهورية يمكنه رفع الصوت عالياً في المحافل العربية والغربية في سبيل بقائهم متجذِّرين في أرضهم العربية.

والسياسيون اللبنانيون المتربّعون سعداء على عروشهم غير مهتمين، كما يبدو، بإيصال شخصية مرموقة الى سدة رئاسة الجمهورية. والفراغ الضارب أطنابه في قصر بعبدا سيصبح متجذِّراً فيه، لا سمح الله، في حال عدم انتخاب رئيس للقصر. ومع الأسف فإنّ كلَّ ماروني يأمل أن يجلس سعيداً على كرسي رئاسة الجمهورية.

لقد آن الاوان ليجلس القادة الموارنة الاربعة: الرئيس أمين الجميّل، العماد ميشال عون، النائب سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع، مع بعضهم البعض ليختاروا واحداً منهم للرئاسة. وإذا تعذّر ذلك فالساحة المارونية لا تخلو من الرجال الرجال لتبوُّء مركز الرئاسة.

لقد غادر الانتداب الفرنسي لبنان والاستقلال في بدايته. ولكن بعض الذين تعاقبوا على رئاسة الجمهورية لم يتفانوا في خدمة هذا الاستقلال، ولم يحافظوا على صلابة الجمهورية ومكوّناتها، وفي المقدمة: السيادة والكرامة والالفة والعيش الرغيد.

صحيح أنّ اسم رئيس الجمهورية كان وقتها يأتي بإيعاز خارجي. والصحيح ايضاً أنّ الرئيسين سليمان فرنجية وشارل حلو لم يأتيا بإيعاز خارجي. فالدول المهتمة بلبنان حالياً لن تتدخل في الانتخابات الرئاسية. وبعض نوابنا لن يؤمّن النصابَ لانتخاب الرئيس. والخوف أن يتعطّل انتخاب رئيس بعد عام على شغور قصر بعبدا من ساكنه، وتصبح الرئاسة المارونية في خبر كان.

عُرضت الرئاسة على العميد ريمون اده – طيب الله ثراه – مرات عدة من الخارج، فرفضها. ولما نادى المجتمعون في أوتيل «كارلتون» بشارل حلو رئيساً للجمهورية، وكان وقتها يصطاف في عاليه، طلب من سائقه «ابو انطون» أن يسرع بالسيارة الى الفندق لكي لا «تطير» منه الرئاسة. وكان انتخابه لبنانياً صرفاً.

لدى الطائفة المارونية شخصيات مميَّزة بإمكان إحداها أن تتربّع على عرش القصر. 

إنّ الرئيس الماروني يؤمّن ديمومة المسيحيين وتجذّرهم في أرضهم. فليُنتنخب اليوم قبل الغد.