IMLebanon

رئيس من«8 آذار» قبل كلينتون.. وإلّا رئيس آخر بعدها

تتجه الولايات المتحدة الاميركية الى إعادة تموضع كبيرة في منطقة الشرق الاوسط، خصوصاً إذا وصلت المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون الى البيت الأبيض، ويتوقع أن يكون لهذا التموضع انعكاساته على لبنان ومجمل الاوضاع الاقليمية.

تعقدت الازمات في لبنان والمنطقة تعقدت كثيراً بعد الانقلاب الفاشل في تركيا وما تلاه ولا يزال من تطورات، سواء في الميدان السوري، أو في بقية ميادين الاقليم.

ويعتقد مصدر نيابي في فريق 14 آذار مُطّلع على الموقف الاميركي عن كثب، أنّ القوى الكبرى التي تعاطت مع تلك الازمات «صارت صغرى»، خصوصاً في سوريا، فمثلاً «صغر» الدوران الاميركي والروس، وكذلك ادوار ايران والسعودية وتركيا التي كانت قوة كبرى وباتت في حاجة لمَن تتكئ عليه.

ولذلك، فإنّ الوضع الاقليمي الذي كان سائداً مع بداية أزمة الشغور في سدة رئاسة الجمهورية اللبنانية منذ اكثر من سنتين بات غيره الآن «لأنّ اللاعبين الكبار باتوا صغاراً، فكيف باللاعبين المحليين الذين لم يعد لهم ذلك الدور المهم في مجال السعي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، بدليل فشلهم المتمادي في التوصّل الى اتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية».

ويقول المصدر النيابي نفسه انّ ايران المؤثرة في المنطقة كانت سابقاً في حالة حرب مع الدول الغربية، أمّا اليوم فلم تعد في هذه الحال، وهي منشغلة في أزمات المنطقة، والامر نفسه ينطبق على السعودية التي اختلفت في بعض المراحل مع الغرب، وهي الآن منشغلة في الازمات الاقليمية نفسها من سوريا الى اليمن مروراً بالعراق والبحرين، وإنّ غياب التوافق بين هاتين الدولتين الاقليميتين الكبيرتين والمؤثرتين يساهم في تعقيد الاوضاع ويؤخّر المساعي الاقليمية والدولية والاممية لإنتاج الحلول المرتجاة.

ولذلك، يعتقد المصدر النيابي نفسه، انّ هناك عودة للدور الاميركي «بإدارة هيلاري كلينتون» في اطار مشروع «الشرق الاوسط الجديد» بـ»طبعة ديموقراطية»، وانّ زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الاخيرة لتركيا هي مؤشر الى هذه العودة، ما أدى وسيؤدي الى تراجع ادوار دول وجهات كثيرة سواء داخل البلدان او على مستوى المنطقة، ففي لبنان كانت لجهات وقيادات أدوار مهمة ولم تعد لهم تلك الادوار، سواء في داخل الاصطفافات السياسية القائمة أو خارجها، وهناك دول كانت لها ادوار ولم تعد لها، ومنها فرنسا، فأين هو الدور الفرنسي إزاء لبنان الذي تراجع بدلاً من ان يتقدم بعد زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاخيرة لبيروت ضمن جولة له في المنطقة والتي تلتها زيارة وزير خارجيته جان مارك ايرولت قبل اسابيع.

وأكثر من ذلك أدّت التطورات الاقليمية والدولية الى انعدام وجود ايّ فرصة لعقد مؤتمر للحوار، او حتى مؤتمر تأسيسي، خارج لبنان على غرار مؤتمر الدوحة لأنّ الدول والجهات التي كان في إمكانها ان ترعى مثل هذه المؤتمرات لم تعد في الحيثية السابقة نفسها التي اتاحت لها لعب مثل هذا الدور، والسبب في هذا هو الحراك الاميركي الجديد في ضوء التطورات التي تشهدها سوريا والمنطقة.

ويعتقد هذا المصدر انّ الدور الاميركي سيعود الى سوريا في قابل الايام والاسابيع «أقوى ممّا كان» وانّ القريبين من كلينتون، المرجّح بقوة فوزها بالرئاسة الاميركية، معروفة مواقفهم ووجهات نظرهم ازاء الازمات في لبنان والمنطقة، ويؤكدون لعارفيهم من لبنانيين وعرب انّ المرشحة الديموقراطية تنوي «إعادة الدور الاميركي الى الاقليم قوياً»، ما يعني انه اذا لم يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية من بين المرشحين الاقوياء المطروحين، وتحديداً رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون أو زعيم تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية، فإنّ احداً منهما لن ينتخب بعدها.

ويُبدي هذا المصدر النيابي في هذا السياق «رأياً شخصياً»، مفاده انّ أمام فريق 8 آذار وحلفائه الاقليميين وفي مقدمهم سوريا وايران فرصة تمتد زمنياً حتى موعد انتخابات الرئاسة الاميركية عليهم اقتناصها لتأمين انتخاب رئيس من صفوفهم أي عون أو فرنجية، لأنه سيكون مستحيلاً عليهم انتخاب ايّ منهما بعد وصول كلينتون الى البيت الابيض، لأنه بعد انجاز الاستحقاق الرئاسي الأميركي سيتم الدفع على الارجح في اتجاه انتخاب رئيس توافقي من داخل النادي السياسي او من خارجه.

ويجزم هذا المصدر بأنه في حال فازت كلينتون فإنّ رئيس الجمهورية اللبنانية الجديد لن يكون من فريق 8 آذار، ولا من فريق 14 آذار ايضاً، وانما سيكون رئيساً يلتقي حوله الفريقان.

ويقرأ هذا المصدر في التحرك الذي يقوم به عون وتياره اعتراضاً على التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي وبقية القيادات العسكرية «محاولة لفرض انتخابه رئيساً للجمهورية حتى ولو اقتضى الامر فَرط عقد الحكومة، بغية قطع الطريق على التمديد للعماد جان قهوجي، وعلى لائحة المرشحين التوافقيين لرئاسة الجمهورية التي ستطرح بقوة بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الاميركية في مطلع تشرين الثاني المقبل.

ويتوقع المصدر ان يتعاظم التصعيد العوني ضد الحكومة في قابل الايام والاسابيع الفاصلة عن موعد الاستحقاق الاميركي «لأنّ عون يدرك انه اذا لم يتمّ انتخابه رئيساً للجمهورية قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية لن يكون ممكناً انتخابه بعدها نسبة الى الخيارات التي ستعتمد واشنطن في ذلك الحين. وهي خيارات رشح بعضها خلال زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري الاخيرة لبيروت والذي كان عمل سفيراً لبلاده في الولايات المتحدة قبل تَولّيه رئاسة الديبلوماسية المصرية.

وحسب المصدر النيابي، فإنّ الوفد الديبلوماسي والاعلامي الذي رافق شكري الى بيروت «وَشوش» في بعض اسماء المرشحين للرئاسة من خارج نادي «المرشحين الأقوياء».