IMLebanon

الورشة الرئاسيّة انطلقت، ولكن…

المهمّ في كل ما حصل وصار حتى اللحظة أن بازار رئاسة الجمهوريّة قد انفتح بجديّة حاسمة. فضلاً عن أن حبل الفراغ شبه الشامل على صعيد الدولة والمؤسسات لم يعد فالتاً على غاربه.

لقد حدَث خلال أقلّ من أسبوع ما يشبه الهزّة العالية الدرجات للوضع السياسي والفراغ الرئاسي على حدّ سواء.

الآن، بات بإمكان كل لبناني أن يقول بينه وبين نفسه إن البلد لم يعد بعيداً جداً من موعد قاطع مع رئيس للجمهورية يعيد الأضواء، والحركة، والحياة إلى قصر بعبدا، مثلما يعيد لبنان واللبنانيّين إلى دورة الحياة الطبيعيّة التي غادرتهم منذ سنة وأشهر، وتركتهم في قبضة عدم التوازن. وعدم الشعور بالطمأنينة والأمان. وعدم الأمل والتطلّع إلى غدٍ أفضل.

حتى بات همّ جميع الناس، جميع اللبنانيّين من مقيمين ومهاجرين، تحت رحمة الشائعات وأسوأ الاحتمالات.

أقل ما يمكن استنتاجه في هذه الساعات، وبعد الفورة الرئاسيّة السياسيّة التي ردّت شيئاً من الروح إلى لبنان، ان لقاءات باريس لم تتوقّف عند بروز زعيم “تيار المردة” سليمان فرنجية كمرشح للرئاسة، بل أيقظت السياسيّين والسياسة والناس أجمعين من رقدة العدم.

صحيح أن البعض يدعو إلى التريّث والانتظار كون ساعة الحسم لم تُعلن بعد، وقد لا تُعلن بصيغة المعجَّل المكرَّر، غير أن أبواباً مهمّة وأساسيّة قد شُرِّعت أمام شوق اللبنانيّين إلى الحياة الطبيعيّة، وإلى لبنان ينعم برئيس للجمهورية، ومجلس للنواب يشترع، ومجلس للوزراء يجتمع ويقرّر وينتج ولا يترك البلد ضحية في “قبضة” أكوام الزبالة التي تسوّر لبنان الكرامة والشعب العنيد.

لقد بلغت التطوّرات الإيجابيّة نقطة يمكن للبناني العادي الوقوف عندها، والبدء بالعد العكسي لموعد لم يُحدَّد بعد مع رئيس للجمهورية لم يُعلن بعد بدوره حتى الساعة.

وعلى هذا الصعيد لا تتردّد الأوساط النيابيّة والسياسيّة على اختلاف انتماءاتها في الإعلان ان العملية السياسية الشاملة، أو المرحليّة على الأقل، ستأخذ وقتها. ولا شيء يمنع من تأخّرها إلى ما بعد مجمل المواعيد التي أخذت تنتشر في هذا الصدد.

وتحديداً، بالنسبة إلى الاحتمالات التي بدأ يبشّر بعضها بمواعيد قبل أفول نجم هذه السنة، فيما يذهب البعض الآخر إلى تحديد مواعيد على أبواب السنة الجديدة.

البند الأكيد في صدد الورشة الرئاسيّة، التي انطلقت بزخم وتصميم، ان الحركة السياسية انطلقت بكل نجومها وعلى جميع الجبهات. ولن تهدأ أو تستقرّ قبل تصاعد الدخان الأبيض من ساحة النجمة، وتصاعد الزغاريد من ساحة قصر بعبدا.

الورشة الرئاسيّة انطلقت، ولكن…