IMLebanon

«الوكيل» و«الأصيل» ولعبة تحجيم سوريا

دفع السوريون ثمن مقاومتهم للإملاءات الأميركية، على لسان كولن باول بعد احتلال العراق في العام 2003، بإبعاد «حماس»، وقطع العلاقة مع إيران، وفك التحالف مع «حزب الله»، وإلا فستلقى سوريا.. مصير العراق.

ولما سقط رهان ضرب النظام السوري، من أنظمة قطر، السعودية وتركيا، ومرّت خمس سنوات، من دون نجاح «الحرب العالمية»، إلا بضرب البنية التحتية وتشريد الشعب السوري، انتقل هؤلاء إلى خطة تقسيم سوريا، ولما فشلت، أخذوا يطرحون حلولاً، على شاكلة «الطائف اللبناني»، الذي أدخل لبنان، في حالة صراع مستدام، ومن ثم طرحوا «الفدرلة» مستنسخين تجربة العراق، بالارتكاز إلى احتضان الأكراد، ودعمهم بالسلاح والمال.

وأخيراً، استفاق بان كي مون من غيبوبته، ليعلن آخر المفاجآت الأميركية، في مسار التآمر على سوريا والسوريين.

إن لم يسقط النظام، ولم ينجح التقسيم، ولم تتحقق «الفدرلة»، فَلِمَ لا نذهب إلى خيار آخر؟

إنه التحجيم الديموغرافي، بحرمان سوريا من ملايين شعبها، لا بل بسلخهم عنها، عبر الحوافز والمغريات، وحتى الوطن البديل، ولو على حساب لبنان وشعبه.

وهكذا.. تعويضا، عن البلد الأصغر بالتقسيم، نذهب إلى الشعب الصغير بالتحجيم.

هل هي فكرة بان كي مون «الوكيل» أم فكرة جيفري فيلتمان «الأصيل»؟

إن الأمين العام للأمم المتحدة، ليس سوى مجرد موظف من موظفي الإدارة الأميركية، ينفّذ توصياتها، وإلا فمصيره واحد من اثنين: في حالة «الجنحة» يلحق ببطرس غالي، وفي حالة الجناية، يلقى مصير هامرشولد!