IMLebanon

قراءة في نتائج إنتخابات طرابلس

قراءة في نتائج إنتخابات طرابلس

الحريري الرابح الأول وميقاتي الخاسر الأول

للتذكير حين قَبِل الرئيس نجيب ميقاتي بأنْ يطعنَ الرئيس سعد الحريري من خلال قبوله بأن يتولى رئاسة الحكومة خلفاً له، بعدما أسقطه الوزراء العشرة بتقديمهم إستقالةً جماعية من على منبر الرابية، حين كان الرئيس سعد الحريري مجتمعاً مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، بقيَ ستة شهور تقريباً لا يجرؤ على زيارة مدينته التي هي مسقط رأسه طرابلس.

كان الغضب عليه من أبناء المدينة كبيراً جداً بسبب هذه الطعنة، وحين كان يُسأل عن موعِد زيارته لطرابلس، كان يكتفي بالجواب:

بعدَ تشكيل الحكومة.

***

فعل الرئيس نجيب ميقاتي المستحيلَ ليمتصّ غضب الشارع الطرابلسي، سمَّى في حكومته خمسة وزراء من طرابلس، علَّه يتمكَّن من كسب رضاهم، لكنه عبثاً يحاول، خصوصاً أنّها ليست فقط للرئيس سعد الحريري، بل للرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقد تسببت هذه الطعنةُ في تدهور علاقة الرئيس ميقاتي بالمملكة العربية السعودية، حيث للرئيس الحريري مكانة مميزة.

***

أكثر من ذلك، لم يكتفِ الرئيس ميقاتي بالطعن السياسي، بل لم يُقدِّم شيئاً للمدينة، كما أنَّ معظم جولات حروب طرابلس كانت على عهد حكومته.

***

باشر السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري محاولةَ تقريب وجهات النظر بين القيادات السنية خصوصاً واللبنانية عموماً، فكان اللقاء لدى الرئيس تمام سلام بين الرئيسين الحريري وميقاتي، واعتُبِر لقاءُ كسر جليد.

جاءت الإنتخابات البلدية والإختيارية فبذل الرئيس سعد الحريري جهوداً جبَّارة للتوصل إلى لائحةٍ توافقية تضم كل الأَطياف، في المقابل كان الرئيس ميقاتي يُجري حسابات ضيقة في محاولةٍ منه للإيحاء بأنّه زعيمُ طرابلس الأول والأخير. لم يتوقَّف الرئيس سعد الحريري كثيراً عند هذه الطموحات الصغيرة، فأبلغ المفاوضينَ أنّه لن يقف حجر عثرة في وجه التوافق. هذا التسهيل جعل ولادة اللائحة التوافقية ممكناً، فكان الإعلانُ برعاية الرئيس ميقاتي، الذي حاول الإيحاء بأنَّ اللائحة لائحته، وقد أدخل إليها أسماء لقياداتٍ أخرى.

***

جاء أحدُ الإنتخابات، فاعتبر الطرابلسيون أنَّ الوقتَ حان لردّ التحية للرئيس ميقاتي، خصوصاً أنَّ الإنتخابات النيابية ليست على الأبواب.

إنتهى يوم الإنتخابات بهزيمةٍ مدوِّية للرئيس ميقاتي، أكد فيه الطرابلسيون أنَّ الكرامة أهم من المال وأنَّ الوفاء أهم من المليارات.

***

ميَّز الطرابلسيون بين الرئيس ميقاتي والرئيس سعد الحريري، فوزير العدل اللواء أشرف ريفي، الداعم للائحة قرار طرابلس التي فاز ثلثا أعضائها، ذَكَر الرئيس الشهيد رفيق الحريري أكثر من ست مرات في مؤتمره الصحافي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الرئيس سعد الحريري:

كما سمَّى المدينة بأنها مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وقال إنَّ أبناء مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ما زالوا على عهدهم وقسمهم ووفائهم للمبادئ التي استشهد من أجلها.

وصرخ بالفم الملآن هذه طرابلس التي غضبت بعد الإنقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري.

وأهدى الإنتصار إلى روح الشهيد رفيق الحريري.

والأهم من ذلك كله، وقطعاً للطريق على المصطادين في المياه العكرة، قال:

نحن مع الشيخ سعد الحريري الذي أوجّه له التحية الكبرى وأمدّ يدي إلى دولته للتعاون معه.

***

قال اللواء ريفي كل هذا الكلام ولم يرِد ذِكرٌ للرئيس نجيب ميقاتي في مؤتمره الصحافي، والسببُ في ذلك خشيته من أن يتسبب بغضب الشارع الطرابلسي الذي أظهر بتفاوت كبير أنّه لا يتقبل الرئيس نجيب ميقاتي.

***

بهذا المعنى يكونُ اللواء أشرف ريفي أول المنتصرين، لأنّ الرئيس الشهيد كان أول الداعمين له، كذلك دولة الرئيس سعد الحريري لم يتوانَ يوماً عن الوقوف بجانبه، وصولاً إلى وزارة العدل.

فيما سياسياً الرئيس ميقاتي هو أول الخاسرين، لأن مدينته خذلته فتحاشى اللواء ريفي حتى لفظ اسمه الكريم.

***

كما نطمئن الأخوين ميقاتي الكرام بكل صدق وشفافية أن أرباب الصحافة العالمية والعربية والمحلية معترفون أن عهد الورقية قد ولى ولا ضرورة لهما للتبجح بها.

كما كسحت التكنولوجيا، ومواقع التواصل الاجتماعي، وسيطرت وقرّبت أقاصي الدنيا.

بكل تواضع وبإحصاء جدي مستمر ان متتبعي هذا التحليل الكترونيا يفوق ال ٢٥٠ ألف شخص يومياً في لبنان والعالم العربي كما في بلاد الإغتراب.

لأنه بمعادلة بسيطة عدد اللبنانيين المغتربين يتجاوز ١٠ ملايين في بلاد الإنتشار، المتلهفين الى قراءة المواقف من بلدهم الأم، تصلهم بأسرع من البرق.