IMLebanon

ارفضي الكوتا… وافرضي حضورك  

تشارك المرأة أو لا تشارك في الحياة السياسية اللبنانية؟!. وكيف تشارك؟ وبأي نسبة؟ وهل يُعقل ألاّ تضم الحكومة إلاّ وزيرة واحدة مقابل 29 وزيراً من الأشاوس؟ ولماذا يقتصر عدد السيدات في مجلس النواب على ثلاث؟

وأمّا السؤال المركزي فهو، في هذه المرحلة:

«كوتا» نسائية أو لا «كوتا»؟!. وما هي النسبة المفترض أن «تعطى» للمرأة؟!. وأي مقياس يعتمد في الكوتا؟!.

بداية أود أن أعرب عن إقتناعي التام والراسخ بأنني ضدّ»الكوتا» النسائية في مجلس النواب وفي مجلس الوزراء! أقول قولي هذا واعتذر سلفاً من جميع الذين يصرّون على «الكوتا» وضرورة تسجيلها في قانون الإنتخاب الجديد، وأيضاً الإتفاق عليها بالنسبة الى مجلس الوزراء. اعتذر منهم سواء أكانوا صادقين (وبعضهم صادق فعلاً) أم كانوا مبيّضي وجوه، (وأكثرهم كذلك)… أم كانوا من جماعة الذين يبحثون عن موقع لهم لتداول أسمائهم.

وأقول هذا وأنا الأشد إقتناعاً بضرورة وجود المرأة في حياتنا العامة بقدر ما هي حاضرة في حياتنا الخاصة وفي بيوتنا وفي مندرجات يومياتنا كلها.

وأقوله، خصوصاً، من موقع حبي المرأة، وايماني بدورها، وانحيازي إليها… وهذه الزاوية تشهد، بعشرات المقالات، على هذا القول.

ولكنني قبل هذا، وفوقه، وبعده، أقوله من موقع إحترامي المرأة، وحرصي عليها… وأقوله لأحثّها على أن «تأخذ» حقها لا أن تنتظر من «يعطيها». والكوتا هي «اعطاء» المرأة!

المرأة في لبنان ليست ممنوعة من أي حق سياسي واجتماعي وعملي وإنساني ووظيفي… فلماذا لا تعمل، جادة، على الوصول الى هذا الحق؟ بل ربما وجب تصويب السؤال: لماذا لم تصل المرأة، حتى الآن، الى أخذ حجمها الحقيقي في مجلس النواب، وفي مجلس الوزراء؟

والجواب، في تقديرنا، هو ببساطة: لأنّ المرأة فشلت في أن تصل. لأنها لم تستطع، ولا أريد أن أقول لم تسعَ، الى أن تحقق أهدافها في الدور السياسي الكبير الذي نكرّر أن شيئاً لا يحول من دون وصولها الى حقوقها في لبنان.

إنّ المرأة لم تترشح الى رئاسة الجمهورية في الولايات المتحدة الأميركية وتكون منافسة جدية وعلى أبواب الفوز لأنّ أحداً «أعطاها» كوتا.

والمرأة لم تترأس الحكومات في عواصم كبرى (برلين ولندن وسواهما) لأنها إنطلقت من «الكوتا»؟

(والأمثال لا تحصى في العالم من أوله الى ثالثه وما بينهما).

المرأة وصلت، هناك، الى مبتغاها بجهدها. بنضالها، بقدرتها على الإقناع فالإستقطاب!

ولتأذن لنا المرأة اللبنانية أن نطرح عليها الأسئلة الملّحة، وآملين منها أن تجيب عنها بصدق وعدالة:

ما أهمية الجمعيات النسائية في مجتمعاتنا؟

ما هو دور الجمعيات النسائية في حياتنا السياسية، وما هو تأثيرها على الحياة العامة؟!.

ما هو مدى النضال الذي خاضته وتخوضه المرأة في حياتنا العامة؟

نطرح ما تقدم لا لنشكّك في قدرة المرأة، بل لنحثها على حراك ديموقراطي، خصوصاً وإن النظام اللبناني يتّسع لها لتدخله من الأبواب الواسعة. إلاّ أنّ الدخول ليس استعراضاً إنما  هو فعل نضال يومي متواصل.

سيدتي المرأة،

لأنني معك. لأنني أحبك. لأنني أريدك في الطليعة… ارفضي معي «الكوتا»، وافرضي حضورك، لتأخذي حقك بيدك!