IMLebanon

سلاح الرفض والاحتجاج

ليس صحيحاً أن اللبنانيّين غير قادرين على انتخاب رئيس للجمهوريَّة، أو أنهم ممنوعون من القيام بهذا الواجب الوطني والمصيري، إذا هم أرادوا الإقدام على هذه الخطوة الإنقاذيَّة.

وفي كل ساعة. وابتداءً من هذه اللحظة. فلا يحتاج الأمر إلى أكثر من إعلان رفض هذا الواقع الذي يدمِّر الصيغة والنظام والكيان والدولة، والدعوة إلى إعلان الاحتجاج العام في الساحات العامة، على سبيل المثال.

لا يقدِّم ولا يؤخِّر الاعتراف بوجود دوَل مستفيدة من الفراغ الرئاسي، بتوظيفه لخدمة مصالحها وطموحاتها ومشاريعها المتعدّدة. وإيران في مقدَّم المستفيدين. فهذا من تحصيل الحاصل.

لكن الملامة لا تقع على إيران وحدها في هذا المجال. والمسؤولية الوطنيَّة ليست مسؤوليتها وحدها. فثمّة أطراف وأفرقاء لبنانيّون جداً يتحمّلون الجزء الأكبر من الملامة والتقريع، والقسط الأوفر من المسؤوليّة المباشرة.

وهل من حاجة إلى التسمية تكراراً، والتعريف عن “أصحاب الفضل” في إبقاء لبنان من دون رئيس طوال سنة حتى الآن، وهمُ الأشهَر في الساحة من نار على بيدر قمح؟

لم يعد يكفي، أو يشفي، أو يغيّر حرفاً القول إن لبنان في هذه الساعات الحرِجة هو أشدّ ما يكون احتياجاً إلى رئيس توافقي يتولَّى قيادة البلد الواقف على شفير النار والانزلاق والانفجار. فالمطلوب الآن أفعال لا مزيد من الأقوال والكلام الذي لا يختلف عن علْك الصوف.

والمطلوب كذلك، في هذه اللحظات المصيريَّة، أن يحتكم اللبنانيّون إلى الاحتجاجات الجماعيَّة التي تعبِّر بزخمها وحجمها وإصرارها عن إرادة كل اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم وفئاتهم، في كل المناطق. والخروج من الدوائر المذهبيَّة الطوائفيَّة الضيّقة، التي تدمِّر كل شيء حتى الأمل والنيّات الحسَنة، وتؤجّج النيران وتوسِّع مساحاتها، ولا تطفئ الحرائق.

وجود رئيس على رأس الجمهورية يشكِّل نصف الحل، ويسير بلبنان إلى النجاة من القطوع الكبير نصف الطريق.

بقاء البلد بلا رئيس قد يطول إلى أسابيع، بل إلى أَشهُر وربما إلى سنة أخرى، إذا لم يُبادر اللبنانيّون إلى أخْذ الأمر على عاتقهم… وعدم الاتّكال على القَدَر، أو على الدول الكبرى التي ذاقوا طعم خيْباتها مراراً، أو على همّة “أبطال” الساحات والمنابر الذين لا يزرعون سوى التهديد والوعيد والترهيب والترعيب.

ضعوا كل هذه “القائمة” جانباً واتّكلوا على سواعدكم وأصواتكم وعزائمكم ورغبتكم في إنقاذ بلدكم المغلوب على أمره، والذي يقوده “البعض” الأشهَر من أن يُعرَّف إلى الخراب والدمار والطامّة الكبرى.

لا سلاح أمضى من الرفض والاحتجاج المدني الوطني الذي يشمل كل الفئات اللبنانية في وقفة تاريخيَّة، تستعيد لبنان من خاطفيه والمتاجرين به.