IMLebanon

جمهورية بيت المستقبل!

 الجمهورية وجمهورها في مكان.

واللقاء التشاوري حول الجمهورية في مكان آخر.

ولعل لبنان بحاجة الى الجمهورية.

وليس بحاجة الى اللقاء التشاوري حول مصير الجمهورية.

وحسناً فعل الرئيس أمين الجميّل، عندما كان يطلق جمهوريته، جمهورية بيت المستقبل من بكفيا، وترك أركان حزبه، يفتّشون عن الجمهورية، في المكان الذي ضاعت فيه الجمهورية.

… وكأنهم يعيشون في غير عالم.

أم كأنهم رضخوا لارادة جمهورية التعطيل.

وهم أرادوا عودة الجمهورية من مجاهل التعطيل، وهم عطّلوها في رحاب الانهيار حيناً، وفي مجاهل المستقبل الضائع أحياناً.

كان الرئيس أمين الجميّل، يعدّد ما فعله قبل الرئاسة في العام ١٩٨٢، وبعدها، وما حدث في لبنان، قبل سايكس بيكو وبعدها أحياناً، لكنه كان يشدّد، ومعه نخبة الأخيار والمفكّرين، على ان لبنان الكلمة، لبنان الذي رعاه بيت المستقبل هو الجمهورية الفاضلة، في عالم نضبت فيه الفضائل.

***

هل أحب الرئيس أمين الجميّل، أن يؤكد ان في بيت المستقبل تعرّضت الجمهورية لأصعب المخاطر، وانها تعود الآن بقوة لتؤكد ان كلمة بيت المستقبل أقوى من معظم الكلام، في البيوت الأخرى.

هل كان يشاركه روّاد الكلمة المكتوبة، على ان الحوار هو وجه لبنان، الذي لا يندثر، ولو اندثرت أمامه، مطالعات اللقاء التشاوري ومواقف متباينة لوزراء اللقاء التشاوري ووزراء الكتائب والوزراء المستقلين؟

هل تساءلوا جميعاً، عن أسباب البلبلة الجاثمة على الصدور، في لقاء فقد معه لبنان أصالته، وغابت معه نصاعة الكلمة الحرة والرأي الحرّ، ولو كان في صفوفه وجوه كتائبية، على مستوى القيادات والوزراء؟

سؤال أساسي: هل بمواقف اللقاء التشاوري، يكون البديل من مواقف الوزيرين علي حسن خليل وغازي زعيتر؟

سؤال ثانٍ: هل ينبغي للبنانيين، أن يعيدوا النظر في تكبير لبنان، أو العودة الى تصغيرة؟

لبنان لا يعيش بأحلام اللقاء التشاوري ولا بالانتفاضة عليه.

لبنان، يبقى أو يزول اذا ما أدرك الجميع حقوقه والأساس.

***

يوم تسلّم الرئيس أمين الجميّل الجمهورية، بعد استشهاد شقيقه الرئيس بشير، لم يحاول صنع جمهورية مارونية أو دولة طائفية، بل صمّم في تعييناته، على الاستعانة بوجوه غير حزبية، لأن لبنان ليس للكتائب، بل للشعب اللبناني بكامل عناصره.

حاول الرئيس الجميّل، وهو شيخ الكلمة، وجعل من بيته، بيت الشهداء، ومن معالمه الفكرية، صنع جمهورية بيت المستقبل.

ولعله، كما قال مارسيل غانم، أحبّ أن تكون جمهوريته العتيدة أو القديمة جمهورية بيت المستقبل.

ربما، تبقى الحاجة دائماً، الى أن يفكّر الجميع، في جمهورية المستقبل، لا أن يتقوقعوا في جمهورية الطوائف، ولبنان تجمعه طائفة الفكر والثقافة والعدالة. –