IMLebanon

الاسطول الروسي يعيق البحرية الاسرائيلية

 يجمع المتابعون والمراقبون ان الدخول الروسي العسكري المباشر ، على خط النزاع السوري قد اعاد خلط الاوراق في تلك المنطقة الملتهبة من العالم حيث تحاول موسكو ملء الفراغ المتأتي عن فشل السياسة الاميركية، على رقعة جغرافية تلعب عليها اسرائيل دورا محوريا .

فتل ابيب التي تتابع عن قرب تحول موسكو إلى لاعب عسكري مباشر على الارض السورية، يقلقها ما تلاحظه في قاعدة «الحميميم» الجوية في اللاذقية والتي تحولت إلى قاعدة روسية، مزودة بعدد من بطاريات صواريخ ارض – جو  SA-22 المضادة للطائرات، القادرة على تهديد المقاتلات الإسرائيلية في أجواء سوريا ولبنان ، اذ يبلغ مداها 110 كيلومترات، علما ان الجيش السوري يملك الجيل القديم منها والذي سبق استخدامه لإسقاط مقاتلة تركية عام 2012، فضلا عن وجود أربع مقاتلات سوخوي 27 إلى جانب سرب من مقاتلات سوخوي 24 في القاعدة ذاتها.

مصادر دبلوماسية غربية في بيروت، رات انه ورغم هذه المخاوف، من طبيعة هذا الوجود العسكري ، تحاول اسرائيل اصطياد الفرص التي تصب في صالحها ، انطلاقا من ان الوجود الروسي قد يولد استقراراً فيما تسميه إسرائيل «سوريا الصغرى»، وهي المناطق التي يسيطر عليها النظام بالكامل والممتدة من شمال اللاذقية مروراً بالساحل السوري وصولا إلى ممر الزبداني شمال غربي دمشق، انطلاقا من ان ذلك يطيل عمر النظام وبالتالي أمد القتال في سوريا ، المعادلة الاستراتيجية المفضلة إسرائيليا، هذا من جهة ، كما انه في الجهة المقابلة سيجبر «الروس « على التعاون بشكل يحدّ من قدرة النظام وإيران وحزب الله على الدخول في حرب مع إسرائيل، وحتى في حال حدوث مواجهة فإن الوسيط يكون على «الأرض» وله علاقات قوية بتل أبيب من جهة والنظام وإيران من جهة ثانية، الامر الذي المح عليه صراحة الرئيس فلاديمير بوتين.

ورغم انجاز نتانياهو المشكوك فيه، نظراً لأن وجود الوحدات الروسية قد يقيد عمل «تساحال»، في ظل الخشية من التشويش على عمل واتصالات الجيش الإسرائيلي ،ودخول الوضع على الجبهة الشمالية مرحلة حساسة جداً ، تنقل المصادر الدبلوماسية عن تقارير اسرائيلية عسكرية رأيها إن الحساسية لا تنبع فقط من تعقيدات التنـسيق مع جيــش أجنبي، وإنما من حقيقة أن الجيش الروســي يدير محطة إنذار ورصد يستخدمها  للتشويش على الرادارات ووسـائل الاتصال، يمكن أن تعرقل أو حـتى تشل منـظومات إسرائيلية، قسم منها معد أصـــلاً للإنذار، وللرصد الاستخباري والسيطرة وحتى للاتصالات.

كما تخشى إسرائيل من زيادة النشاط البحري العسكري الروسي في البحر المتوسط الأمر الذي سيقيد العديد من النشاطات الإسرائيلية البحرية، فضلاً عن أنه ينسق حالياً مع إيران و«حزب الله».

غير ان التفاؤل الاسرائيلي بالحراك الروسي الجديد في سوريا ، قد ورط رئيس الوزراء بن يامين نتانياهو بتعهدات تتحول الى ربح صافي للمحور الايراني، اذ تكشف التقارير الاسرائيلية عن بعض، بنود الاتفاق، الذي نجحت من خلاله تل ابيب في الحصول على ضمانات روسية واضحة بعدم السماح بنقل اسلحة متطورة من سوريا وايران الى حزب الله، وعدم توفير اي امكانية لاستخدام روسيا كجهة حامية لحزب الله في حال قررت اسرائيل الرد على هجمات قد تستهدفها، في مقابل تعهد نتانياهو بتوفير معلومات استخباراتية «عالية الجودة» قد يحتاجها الروس، في مقابل لجم إيران و«حزب الله» وعدم التدخل عندما تحبط إسرائيل هجمات ضدها أو ترد على هجمات. وفي هذا الاطار تقول التقارير الاسرائيلية ان منسوب الخطر على الجبهة الشمالية مع لبنان قد ارتفع، متخوفة من تحول الساحة اللبنانية الى منطقة تصفية حسابات ، حيث ستكون حرية الحركة لاسرائيل متوفرة «بغض طرف» دولي.

الا انه ورغم الحديث والتسريبات عن الاتفاق الاسرائيلي – الروسي على تنسيق نشاطهما في سوريا بحرا وجوا، الذي بحسب التقارير الاسرائيلية يمس في العلاقة مع الولايات المتحدة الاميركية ويساهم في تقوية المحور الايراني في المنطقة ، غير ان نشر معدات عسكرية في مقدمتها منظومة ال اس.300 في اللاذقية،ووصول بوارج حربية روسية لترسو في هذه المنطقة، وارتفاع حدة القلق من تقييد النشاط الاسرائيلي مقابل لبنان وسوريا،دفعت بسلاح البحرية الاسرائيلية الى استمرار تدريباته، في خطوة اعلن الجيش الاسرائيلي صراحة انها ضرورية للتاكيد على استعداداته، بعد تسلم تل ابيب غواصتين جديدتين .

يدرك المستويان العسكري والسياسي في اسرائيل، أن تحويل المخاطر من التواجد العسكري الروسي إلى فرص تبقى محدودة الضمان، طالما أن السياسة الروسية في سوريا موجهة للولايات المتحدة والغرب ولا تقتصر حساباتها على هواجس الدولة العبرية، التي تسعى إلى الاعتماد على خطوط حمراء، أكثر مما تعلق الآمال على الهواتف الحمراء بين عاصمتي البلدين.

فهل تقيد التعزيزات الروسية الحركة الاسرائيلية في المنطقة؟