IMLebanon

سمير جعجع وتهمة «الفراغ»!

جافى الحقيقة التي يعرفها كلّ اللبنانييّن وذهب بعيداً الرئيس السابق الشيخ أمين الجميل في الاتهام الذي أطلقه صباح الأحد بحقّ رئيس حزب القوات اللبنانيّة عندما قال: «وقوف سمير جعجع إلى جانب ميشال عون وهو يعلم أن هناك استحالة لوصوله، يعني أنه يؤمن غطاء للفراغ والتعطيل»، ولا أظنّ أنّ هذا الاتهام جاء محض صدفة بل متزامناً مع الخامس والعشرين من شهر تموز وهي ذكرى مرور أحد عشر عاماً على خروج الدكتور سمير جعجع من سجن وزارة الدفاع بعد 4114 يوماً قضاها في الطبقة الثالثة تحت الأرض فيما كان الرئيس أمين الجميل ينعم فيه بالحياة المرفّهة في منفاه الباريسي!!

يعرف القاصي والداني في لبنان أنّ إيران تعطّل انتخابات الرئاسة في لبنان عبر ذراعها حزب الله عبر كتلته النيابية، بل أعلن أمين عام حزب الله أنّ ظروف انتخاب الرئيس «غير ناضجة» بعد، وفي أوروبا التي يتولّى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الضغط على إيران تارة إذا التقى الرئيس الإيراني حسن روحاني، أو التقى وزير الخارجية الإيرانية جواد ظريف، إلى الولايات المتحدة الأميركية التي حاولت إيران مراراً أن تفتح معها بازار المساومة على الرئاسة اللبنانية خلال المفاوضات بينهما على الملفّ النووي الإيراني، فعلى أيّ أساسٍ ولماذا وجّه الرئيس الجميّل أصبع الاتهام للدكتور سمير جعجع بتغطية الفراغ؟!

وفي اتهامه هذا يُغطّي الرئيس أمين الجميّل على المعطّل الحقيقي لانتخاب رئيس للبلاد، عملياً انتهت ولاية الرئيس السابق العماد ميشل سليمان في 24? من العام 2014، لم تتحرّك المياه الراكدة سياسياً في لبنان إلا في الثامن عشر من كانون الثاني عام 2016 بعد المصالحة الكبرى بين أكبر فريقيْـن مسيحيّـين وهما القوات اللبنانية والتيار الوطني، لم أفهم تحديداً «الحال الكارثية التي نعيشها على الصعيد المسيحي» التي تحدّث عنها الرئيس الجميّل فهل إنهاء حال التشنّج والتوتر في المناطق المسيحيّة «كارثة»، ونتساءل لماذا لم يدخل الرئيس أمين الجميّل في هذه المصالحة الكبرى واختار الوقوف إلى جانب «شقيق بشّار» المرشح سليمان فرنجية الذي عطّلت إيران انتخابه أيضاً، فإيران تنتظر أن تقبض ثمن الرئاسة في لبنان لتسمح بانتخاب رئيس!!

الكلام الذي أطلقه الرئيس أمين الجميّل مؤسف، ويبدو أنّ حزب الكتائب محتاج إلى تعويم موقفه في الشارع المسيحي بعدما باءت «همروجة» الاستقالة من الحكومة بالفشل وارتدت سلباً على أصحابها خصوصاً أنها كشفت أنّ حتى وزراء وقفوا ضدّ هذه «الهمروجة» التي هددت بتحريك الشارع وباءت محاولتها أيضاً بالفشل!!

باختصار شديد، ومن دون أدنى مواربة نقول؛ لا يستطيع الرئيس أمين الجميّل أن يوجه الاتهام إلى حزب الله ومن ورائه إيران بالتعطيل والقبض على الرئاسة اللبنانيّة، للتذكير فقط عندما تردّدت معلومات أمنيّة عن تهديدات أمنية تحيط بالشيخ سامي الجميّل، خفّ الرئيس الوالد للقاء أمين عام حزب الله، هو يعرف من يغتال ومن يفجّر ومن يعطّل ومن جلب قنّاصة محترفين إلى لبنان لاغتيال الدكتور سمير جعجع، هو فقط خائف من توجيه الاتهام للمتهم الحقيقي، لذا استخفّ بعقول اللبنانيين واتهم «الحكيم» تهمة بعيدة كلّ البعد عن دوره وجهوده لإنهاء التعطيل والفراغ وانتخاب رئيس للجمهورية، قد يكون الرئيس الجميّل «آخد عخاطره» لأن لا حظوظ له في تمنّي العودة إلى قصر بعبدا، فتجربته كانت الأكثر مرارة في تاريخ رؤساء الجمهوريّة على المستوى السياسي والاقتصادي، وليس هناك من داعٍ لفتح ملفاتٍ تم إغلاقها وتجاوزها اللبنانيون إكراماً لشيخ شباب ثورة الأرز وشهيدها الشيخ بيار الجميّل، كم نفتقده ويفتقده لبنان حُزناً على حال «الكتائب» وواقعها!!