IMLebanon

أنقذوا القاع… تُنقذون لبنان

بالمعنى الرمزي، يتجمَّع لبنان في بلدة القاع، فإما أن تجتاز هذه البلدة اللبنانية قطوع الإرهاب وإما أن انهيار البلد يبدأ منها:

هذا ليس كلاماً تهويلياً على الإطلاق، فما شهدته هذه البلدة يوم الإثنين، وضع أمام اللبنانيين مشهداً من مشاهد الحرب في العراق أو سوريا أو حتى الصومال:

ثمانيةُ إنتحاريين في أقل من عشرين ساعة، بمعدّل انتحاري كل ساعتين تقريباً! ماذا يعني هذا الأمر؟

يعني بكل بساطة أنَّ هناك قراراً من تنظيم داعش بإسقاط البلدة بأي ثمن، من خلال تهجير أهلها، وعندها لا لزوم للدفاع عنها، وفي حال التهجير سيكون سهلاً على داعش الوصول إليها واتخاذها كمنصَّة للإنطلاق منها إلى داخل شمال لبنان، وهكذا يتم ربط مناطق ببعضها البعض، انطلاقاً من البقاع الشمالي وصولاً إلى شمال لبنان.

***

لكن هذه الخطة تسقط في حال توافرت عدة معطيات وظروف، ومنها:

إعلان حالة الطوارئ في البقاع الشمالي.

تحديد ساعات التجوُّل نهاراً، أما التجوُّل ليلاً فللضرورات القصوى، وهذه الضرورات تحددها قيادة الجيش وحدها من دون غيرها.

تعزيز وحدات الجيش اللبناني في المنطقة وتوفير طرق الإمداد لها بحيث لا تتكرر تجربة عرسال.

عقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء، يكون على جدول أعمالها بند واحد:

توفير مستلزمات المحافظة على القاع في وجه الإرهاب.

استدعاء سفراء الدول الكبرى لشرح أَبعاد ما يجري في البقاع الشمالي، والطلب إلى دولهم تقديم المساعدات العاجلة التي يطلبها الجيش اللبناني.

***

هذه هي الخطة العاجلة التي يُفتَرض البدء فيها، أما سائر القضايا والملفات، فكلها تنتظر:

إنَّ اللبنانيين، مقيمين ومغتربين، يربطون كلَّ أوضاعهم لهذا الصيف بما ستؤول إليه الأوضاع في القاع، فإذا تمَّ إنقاذ الوضع فيها، فإنَّ الصيف سيكون واعداً وفق ما تمَّ التخطيط له سياحياً وغير سياحي، أما إذا لم يمر القطوع، لا سمح الله، فعلى الصيف السلام، وسيكون لبنان قد دخل، جغرافياً، في منظومة الحرب السورية، ونكون سريعاً قد دخلنا في خريف الأوضاع.

***

وفي موازاة حال الطوارئ الميدانية التي يجب أن تشمل البقاع الشمالي، المطلوب حالة طوارئ انمائية ومعيشية في تلك المنطقة:

أنسوا كل الأمور الثانوية والهامشية وركِّزوا على الشيء الواحد الذي إسمه:

صمود القاع. فإذا نجح البلد في توفير هذا الصمود فإنَّ كلَّ الأمور الأخرى المتبقية بالإمكان إيجاد حلول لها، فالبقاء يأتي في الدرجة الأولى، أما الباقي فتفاصيل.

***

في المحصِّلة، حمى الله القاع لينجو لبنان.