IMLebanon

السيسي – ترامب قمة القمم  

بعض الذين يستخدمون وسائط التواصل الاجتماعي يسرحون بعيداً في تعليقاتهم التي غالباً ما تأتي بعيدة عن الواقع وخاضعة للأهواء… في هذا السياق كانت لافتة التعليقات التي تناولت صور اللقاء بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الاميركي دونالد ترامب والتي أقل ما يُقال فيها إنها تنم عن جهل.

بداية لا بد من الإشارة الى أنّ ملك الاردن عبدالله الثاني وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وولي ولي عهد المملكة العربية السعودية الامير محمد بن سلمان هم من الزعماء العرب الذين سبقوا السيسي الى لقاء ترامب، ولا شك في أنّ الرئيس المصري هو رئيس أكبر بلد عربي، وعدد سكانه يوازي نصف عدد سكان العالم العربي، فعندما يتحرّك رئيسه فهو ينطلق من موقع قوة، وبالذات إذا كان مدعوماً من شعبه كما هي حال الرئيس المصري الحالي.

وتلك تعليقات كثيرة في وسائط التواصل الاجتماعي تناولت شكل الصورة التي جمعت السيسي وترامب.

ومن أسف فإنّ هذه التعليقات جاءت في معظمها خالية ليس فقط من اللباقة إنما أيضاً من الاخلاق.

لم يجدوا في اللقاء ما ينتقدونه فلجأوا الى القشور والسطحية والقراءة الخاطئة للصورة، بما لا يتلاءم مع حقيقة الرئيس السيسي القادم من مؤسّسة الجيش الذي هو العمود الفقري للدولة المصرية، والذي لولاه لكان مصير مصر مجهولاً فعلاً.

وهذه المؤسّسة هي أيضاً مدرسة إباء وأخلاق وقِيَم ومبادئ، وليس مصادفة أن يكون الرئيس السيسي قد وصل فيها الى قمة المسؤولية قبل أن تختاره مصر قائداً لها، إثر ثورة شعبية غير مسبوقة شارك فيها نحو 30 مليون مصري غصّت بهم شوارع القاهرة وسائر المدن المصرية وهم يهتفون ضدّ حكم “الإخوان المسلمين”… وقد استمر الحراك حتى سقوط “الإخوان” وقيام حكم مصري وطني أعاد الثقة بين الشعب والقيادة، وأعاد الى مصر دورها الذي افتقدته منذ عقود… وأعاد بالذات العلاقات الطيبة بين مصر وسائر البلدان العربية.

وهذا لم يأتِ تلقائياً، ولم يسقط في قفة من السماء، إنما هو نتيجة وجود قيادة عاقلة، حكيمة، لا تهتم بالبهرجة والأضواء والصراخ، إنما ترتكز الى وقائع ثابتة وحسابات مدروسة على قواعد علمية، ومنطقية، خصوصاً على التواصل الدائم بين الرئيس وشعبه وتحسّسه لقضاياه ومطالبه وطموحاته، ومشاكله أيضاً.

وفي عودة الى مطلع هذا الكلام نرى أنّ الذين تناولوا “طريقة” المصافحة بين الرئيسين المصري والاميركي إنما قدّموا دليلاً على أننا في زمن يتعلق الكثيرون بالقشور… وهذا لا يجوز خصوصاً أنّ لقاء السيسي وترامب قد يكون ممهّداً للحلول بالنسبة الى القضية العربية المركزية، قضية فلسطين التي يصر ترامب على أنّه سيجد لها الحل في ولايته.

عوني الكعكي