IMLebanon

سوريا بين زمنين: من الصدر إلى نصر الله!

بين دخول القوات السورية إلى لبنان عام 1976 ومشاركة حزب الله في الحرب الدائرة في سورية عام 2013 مسار من الأحداث المعقدة والمفارقات الغريبة. لبنان الذي أوشك على الفناء بفعل حرب أهلية طاحنة استمرت لخمسة عشر عاماً تنقذه سورية وتخرجه إلى وضع يسود فيه سلام نسبي معقول يسمح بعودة المؤسسات الشرعية المكونة للدولة، ثم تدعم فيه مقاومة ضد العدو الإسرائيلي وصل بها الذكاء والبراعة إلى الحد الذي جعل بلداً صغيراً كلبنان يضارع أقوى قوة في المنطقة.

وسورية التي كانت نموذجاً عن الدولة المركزية الموحدة النافذة تتحول إلى بلد منقسم مفكك يحتاج مساعدة من قوة لبنانية (حزب الله) تخرجها من دائرة الخطر والمجهول. التحولات داخل البلدين الشقيقين خلال عقود أربعة لا شك مثيرة للتأمل، والمعارك التي خيضت في لبنان وسورية حتى هذه اللحظة جديرة بأن يتوقف كل باحث عندها لاستخلاص العبر التي تضيء بشكل دقيق على مصير شعوب كافحت بشرف من أجل البقاء والحفاظ على هويتها الثقافية والدينية المتنوعة واستقلالها السياسي. في هذه المقالة قراءة لموقفين أحدهما للإمام السيد موسى الصدر الذي كان يمثل المقاومة اللبنانية إبّان دخول القوات السورية إلى لبنان والآخر للرئيس بشار الأسد الذي كان يمثل الدولة السورية ساعة اتخاذ حزب الله – المقاومة اللبنانية قراراً بالانخراط في الحرب داخل الأراضي السورية:

أولاً: موقف الإمام الصدر من الدخول السوري إلى لبنان.

أدرك الإمام الصدر منذ بداية الأزمة في لبنان أنّ غياب مشروع وطني جامع سيؤدي لا محالة إلى المزيد من المحن والكوارث وانزلاق البلاد إلى مهاوٍ خطيرة، لن تكون بعدها، هذه البلاد، بمنجى من الحرب الأهلية والتقسيم والتجزئة. ولقد دلّت الأحداث التي شهدتها مختلف المناطق اللبنانية على أنّ المعالجة لم تكن قريبة المنال بسبب البعد في الرؤى والسياسات بين أطراف النزاع، وتضارب مصالح القوى الإقليمية، وخريطة التحالفات بين الداخل والخارج، وتعقّد العلاقة بين القوى المحلية والإقليمية والدولية وعدم وضوحها في تحديد اتجاه التفاعلات والتطورات الأمنية على الساحة اللبنانية.

في هذا السياق، يمكن إجمال موقف الإمام من التدّخل السوري ضمن الخط البياني التالي:

  1. لم يكن الإمام ينظر إلى التدّخل العسكري السوري من منظور داخلي يتعلق بتأثير هذا التدّخل على طبيعة العلاقات داخل المجتمع اللبناني فحسب، وإنّما اهتم بالأبعاد الإقليمية ومسار الأزمة في المنطقة ليبني موقفاً واضحاً على ضوء المشهد العام الذي ترسم فيه خرائط وتتحدد فيه مصائر.
  2. إنّ نتائج الحرب الدامية أسقطت إلى حدٍّ كبير فرص التجسير بين المواقف والبرامج المعروضة، حيث جنحت القوى المتصارعة لتغليب العنف على الحوار، وباتت خيارات التصالح السريع وتجاوز حالة الانقسام الحاد ملّحة لتفادي ما هو أعظم. فرأى الإمام ضرورة تدّخل قوة أخوية تستعجل وقف النار وتجمع الفرقاء على تسوية متوازنة، وتدفع باتجاه استعادة الوحدة الوطنية ودعم الجهود السياسية لتحقيق الاستقرار.
  3. إنّ الإمام كان ينظر إلى التدّخل من جانب سورية باعتباره تدّخلاً وظيفياً مرحلياً مؤقتاً، يستهدف إيقاف دورة العنف، والمساعدة في بناء المؤسسات الوطنية، ومنع أي شكل من أشكال التقسيم، أو انجرار لبنان إلى ركب التحالف الأميركي الإسرائيلي. بتعبير آخر، إنّ مقاربة الإمام تتجه إلى تفسير الدور السوري العسكري بوصفه دوراً خلاصياً لإنقاذ لبنان من التطرف والانعزالية، وبناء عليه لم يكن الإمام يرى أنّ هناك نزوعاً سورياً نحو التحكم والسيطرة أو البقاء في لبنان بشكل دائم، أو أنّ هناك رغبة نهمية التهامية تعتبر أنّ لبنان جزء لا يتجزأ من سورية.
  4. كان الإمام على قناعة تامة أنّ سورية تشكّل مفتاح الحل والاستقرار في لبنان، خصوصاً أنّ مصالح الدول الكبرى وإسرائيل تتجه في مجملها نحو تحفيز النزاع الداخلي، بينما ليس من مصلحة سورية إلا أن تكون أمينة على السلم والاستقرار في لبنان لسبب بسيط وهو أنّ المعادلة الدقيقة للأمن في سورية تقوم على قاعدة أنّ متانة الاستقرار في سورية متوقفة على متانة الاستقرار في لبنان، وبالتالي إنّ استدعاء سورية هو أكثر المقاربات واقعية ونجاعة وأكثرها مدعاة للاطمئنان، وعلى هذا الأساس إنْ لم تملأ سورية الفراغ فإنّ البديل لن يكون إلا إسرائيلياً وهنا مكمن الخطورة على الكيان اللبناني برمته.

في حقيقة الأمر، يعتبر التدّخل السوري تحدّياً من التحديات السياسية والأخلاقية التي واجهها الإمام، فهو من جهة، يريد أن يحقن الدماء بوقف الأعمال الانتقامية والعدائية بين اللبنانيين، ويعيد الحرارة إلى الحوار اللبناني اللبناني، وإنشاء التفاهمات التي تصون وحدة البلد، ضمن مشروع إصلاحي يحدّ من تولّد الصراعات وتفاقم التصدّعات السياسية ويسمح بالخروج التدريجي من الطائفية السياسية التي تتطلب تنازلات من القوى المحلية نفسها، إضافة إلى مساعدة خارجية تعطي أي عملية إصلاحية المصداقية والقوة والفعالية. ومن جهة أخرى، فهو مهجوس بالعامل الإسرائيلي، وتحت ضغط وتأثير التهديدات الإسرائيلية التي تستوجب استقطاب وتعبئة كل الطاقات الداخلية والاستنجاد بالمساعدات العربية. إنّ خط الدفاع عن لبنان يتوقف ببساطة على مقاربة مفهوم السيادة بشكل مرن، واستحضار مفاهيم نظرية كـ(مفهوم المسؤولية) من ضمن عدّة المواجهة الفكرية يبرر فيها إشكالية التدخل الخارجي ويعرّف بمسعاه.

يعتبر

التدخل السوري تحدّياً من التحدّيات السياسية والأخلاقية التي واجهها الصدر

وبالإمكان القول، إنّ الإمام استند إلى مبدأ الحاجة والشراكة والأخوة والمسؤولية والمصالح المتبادلة في تحديد مشروعية التدّخل السوري، وكذلك في نوعية المهمات وطبيعة هذا الدور المرتكز إلى تحقيق السلام السياسي والاجتماعي بين اللبنانيين، ومواجهة المفاعيل السلبية للسياسة الإسرائيلية. فهذه القراءة أساسية للغاية لنفهم لماذا دعم الصدر دخول القوات العسكرية السورية؟ ولماذا سوّغها وحماها فيما بعد؟ ولكن في المقابل لم يكن الإمام الصدر ليترك المشروعية من دون محددات وضوابط، بل رسم لهذا الدخول إطاراً يمكن إبراز بعض جوانبه بالآتي:

  1. وقف الحرب وإحلال السلام، وتحقيق الوفاق السياسي في البلاد.

2.بناء المؤسسات الوطنية لا سيما منها مؤسسة الجيش.

3.مواجهة المشروع الإسرائيلي ومنعه من اختراق الساحة اللبنانية وفرض التقسيم.

  1. إنقاذ المقاومة الفلسطينية وتصويب مسارها.

ومن المؤكد أنّ سورية بدخولها إلى لبنان قد عززت من موقعها ونفوذها ودورها كلاعب إقليمي، ورفعت من رصيدها الاستراتيجي، واستفادت من توسيع خريطة تحالفاتها مع القوى المحلية بحثاً عن شركاء لهم أدوار ووظائف وفاعلية وقدرة على التأثير في الواقع المحلي اللبناني وبمستطاعهم الاتصال والتناغم مع المصالح الحيوية ذات البعد الاستراتيجي لسورية، لما لهذه العلاقات والتحالفات من تأثير في مسار الأحداث على الساحة اللبنانية وفي بنية النظام السياسي اللبناني، وبالواقع الجيوبوليتيكي بين البلدين وتأثيره على التوازنات في وجه العدو الإسرائيلي.

وهنا لا بد من الإشارة إلى دعم سورية المباشر في ولادة أفواج المقاومة اللبنانية (أمل) فلم يكن الإمام الصدر ليضطلع بدور الباني لحركة مسلحة لولا التحديات الأمنية المهولة من جانب العدو الإسرائيلي على لبنان وجنوبه بالخصوص. ولم يكن في وارد تحريض الجنوبيين على التسلح وحمل السلاح، ودعوته إيّاهم للدفاع عن أرضهم لولا تخاذل الدولة اللبنانية وتقاعسها عن تحمل مسؤولياتها في درء المخاطر العدوانية الإسرائيلية. وفي ثنايا هذا التهديد برزت المشروعات الداخلية التقسيمية المتصلة بحركة الصراعات الإقليمية والدولية التي حتّمت وجود تنظيم مسلح لم يكن في بال مؤسسه أنّه سيجبر على أن يكون جزءاً من تحالف مع طرف خارجي (سورية) لإفشال وإبطال المخططات التي يتعرض لها بلده.

ومن المفيد التذكير بالدوافع والتقاطعات التي كانت وراء العلاقة القوية التي ربطت الإمام الصدر بالرئيس حافظ الأسد.

  1. كلاهما معاد لإسرائيل عداء ينطلق من أسس أيديولوجية.
  2. كلاهما راغب بمقاتلة إسرائيل وإزالتها، وإن بدا هناك تباين في طبيعة التعبير والأدبيات السياسية.
  3. كلاهما يريد الدفاع عن لبنان والجنوب.
  4. كلاهما يرفض التقسيم والاعتداء على المقاومة الفلسطينية.
  5. كلاهما لديه الرغبة في التعاون لمواجهة المخاطر الخارجية على الأمة.

ثانياً: موقف الرئيس بشار الأسد من دخول المقاومة اللبنانية الأراضي السورية.

نسجت علاقات الجغرافيا ومسارات التاريخ وسياقات المصالح القومية والسياسية والتضحيات المشتركة التي بذلت في مواجهة العدو الإسرائيلي ثوابت علاقة بين المقاومة اللبنانية وسورية يصعب التحلل منها تحت ضغط أي نوع من الإغراءات أو التهديدات. وخلافاً للدعاية المغرضة والمفردات المستعملة بطريقة مبتذلة التي تُرجع أساس العلاقة إلى البعد الطائفي، فإنّ التطور المثير للعلاقة يرتبط بمسار حافل من الأحداث والأفكار والتجارب والوقائع والتطلعات والمعادلات وانعكاسها على المصير العام للأمة والمنطقة وحياتهما وتاريخهما.

بيد أنّ تطورات (الربيع العربي) المدوية أواخر عام 2010 شكلت بمفاهيمها وتوجهاتها وإسقاطاتها تحدياً مستديماً على التوازنات التي أرستها سورية بالتحالف والتعاون مع إيران والمقاومة في لبنان في وجه العدو الإسرائيلي.

دخلت سورية سريعاً أزمة من النوع الذي يجسد تماماً كل ما قيل عن رسم خريطة جديدة للمنطقة، في ظل قوس من العواصف العاتية التي تطوقها فتهدد وجودها ووجود حلفائها في الصميم. فكان لحزب الله أن تفاعل مع هذه التطورات ودخل أمينه العام السيد حسن نصر الله على خط المعالجات إلى اللحظة التي تبيّن فيها أن المقاومة وبيئتها مهددتان في الصميم سواء بقيت المقاومة على الحياد أو انخرطت في الصراع إلى جانب الحليف السوري. لقد حملت خطابات السيد حسن نصر الله منذ اندلاع الأزمة مجموعة من المبادئ القومية والوطنية والإنسانية والدينية تبرر مشروعية التدخل ذوداً عن لبنان وشعبه وأمنه واستقراره وحماية للمقاومة التي تشكل قوة لبنان ومصدر ردع للعدو الإسرائيلي، ثم بما أوتي من موهبة أدبية سخية وعقلانية راجحة، دينامية التناقضات الفكرية والسياسية التي أثارت الاضطراب في العالم العربي وداخل سورية ولبنان على امتداد السنوات الماضية وسبّبت بكل هذا الخراب والانهيار والجنون والسوداوية والانحطاط وصولاً إلى الوضع الخطير الذي آلت إليه أحوال القضية الفلسطينية. فكيف كان تعامل الرئيس بشار الأسد مع هذا الفصل التاريخي الهام حين قرر الأمين العام لحزب الله أن يدخل على خط الصراعات المعقدة في سورية وكيف قرأ بنفسه هذا الدخول:

أولاً: دخول المقاومة (حزب الله) رد فعل طبيعي على التهديدات الإسرائيلية التي تحاول أن تمرّ هذه المرة عبر البوابة السورية لأنّ هدف الإسرائيليين «خنق المقاومة» وعندما «يتواجد حزب الله على الحدود داخل لبنان أو داخل سورية، لأن المعركة هي معركة مع العدو الإسرائيلي أو مع وكلائه في سورية أو في لبنان» .

ثانياً: المساعدة في الحفاظ على وحدة سورية لأنّ سورية المقسمة مرشحة لأنّ تصبح إحدى ممرات التقسيم الكبرى على باقي المنطقة ونظراً لما يتضمنه هذا التوجه الاستراتيجي من مخاطر جادة على وحدة لبنان أيضاً .

ثالثاً: الشراكة المتعددة على مسرح الصراع تتطلب اجتماع الأصدقاء والتعامل مع الوقائع المستجدة والتطورات التي طرأت على قواعد الاشتباك.

رابعاً: مبدأ الجيرة يحتم على الجار أن يقف إلى جانب جاره. يقول الرئيس الأسد: فـ«عندما تحصل المشكلة في بلد جار. عندما يكون منزل جاري يحترق فلا أستطيع أن أقول بأنّه لا علاقة لي. هذه النار ستنتقل إلى منزلي».

خامساً: انخراط حزب الله جاء بعد تسلل المسلحين عن طريق لبنان إلى سورية وبعد تحوّل الساحة اللبنانية إلى ساحة تأثير جيوسياسي ودعم لوجستي وربط بين المجموعات المناهضة للدولة السورية. يقول الرئيس الأسد: «لنسأل أسئلة من واقع الأمور في سوريا وفي لبنان عن سياسة النأي بالنفس. نسأل سؤالًا بسيطاً، هل تمكّن لبنان من منع التدخل اللبناني في سورية؟ هل تمكن من منع تهريب الإرهابيين والسلاح إلى سورية؟ أو من إعطائهم الملجأ من سورية إلى لبنان؟ لم يتمكن، في الواقع الكل يعرف بأنّ لبنان كان مساهماً في الأزمة السورية بشكل سلبي. هل تمكن لبنان من حماية نفسه من تداعيات الأزمة السورية على لبنان وفي طرابلس والصواريخ التي بدأت تهطل على مناطق مختلفة من بيروت أو حول بيروت».

سادساً: ضرورة فهم الطبيعة الأساسية للصراع من خلال الاستحكامات الاستعمارية التي نريد تفكيك الهويات الثقافية والقومية والدينية وتفجير التناقضات على نحو عميق لمحاصرة فكر المقاومة التي يرى الرئيس الأسد أنه يجسد الحيوية لروح الأمة وأملها للتخلص من الاحتلال والعدمية والانحطاط . يقول: «قوة لبنان بقوته. قوة لبنان بمقاومته، وقوة لبنان بهؤلاء المقاومين الذين تحدثت عنهم. نحن اليوم بحاجة لهذا الفكر ولهذا الصمود وللأعمال التي يقوم بها المقاومون في هذه المرحلة أكثر من أي مرحلة أخرى، لأن الأحداث التي مرّ بها الشارع العربي خلال سنتين أو أكثر بقليل ضربت المفاهيم لدرجة أن البعض من العرب نسي بأنّ العدو هو إسرائيل. وأصبح العداء داخلي ومحلي، طائفي وإقليمي وقومي وغير ذلك. فنحن اليوم نعوّل على هؤلاء المقاومين بتذكير الشعوب العربية أو الشعب العربي من خلال إنجازاتهم بأنّ عدونا ما زال في نفس المكان».

بين تاريخين حاسمين في مجرى الأحداث والصراعات في المنطقة نرى سورية تقف إلى جانب خيار استراتيجي يبرر لها الدخول إلى لبنان لحماية أمنها واستقرارها وأيضاً للحفاظ على وحدة لبنان ودوره القومي في المعركة مع العدو الإسرائيلي. والمقاومة ترى أن خيارها الاستراتيجي أن تكون إلى جانب سورية الدولة الصديقة والجارة والداعمة، ذلك أنّ (إسرائيل) تمثّل تحدّياً مشتركاً للبنان وسورية على حدّ سواء، ولبنان بمفرده لن يستطيع تحمّل أعباء الصراع لوحده، فيما وجود سورية إلى جانبه ضمانة لاستدامة الاستقرار فيه ولمساندته في تخطي الأزمات.

والمقاومة حين تُقدّم مساعدة في إطار المجهود العام لدحر كل المتورطين في الحرب على سورية إنّما تدافع عن وحدة الأمة ووحدة سورية وإن أزالت في طريقها العديد من الاعتبارات المتصلة بالسلطة أو قطعت الأسيجة الرمزية التي تكلل كيان الدولة اللبنانية، فعندما تتهدد المصائر والأوطان بهذه القسوة والصرامة لا يعود من محل للتحفظ على القيود المفروضة على مبدأ السيادة. أمّا الأثر القاتل فهو بقاء الإنسان متفرجاً على مصالح الدول الغاشمة والجماعات المتوحشة وهي تدوس على حاضره وتعطب غده. أمام التحولات الكبرى والمخاطر التي تصيب الأمم لا يكون أمام القائد إلا أن يجمع بين الإلهام والشجاعة، بين الرؤية والتجربة، بين الإيمان والإقدام ليتخطى المصاعب ويحطم الحواجز ليخرج من الصراع ظافراً. ففي عام 1976 وعام 2013 لم تكن مواجهة الأحداث تنتظم في سياق واحد ولم يكن التعامل معها محدداً بما تبثه الأمنيات. لم يكن من أفق آخر أمام القيادة السورية التاريخية والحالية، وقيادة المقاومة التاريخية والحالية سوى تشارك الحياة بكل مخاطرها وآلامها معاً لتحقيق العبور الصعب نحو النصر!

* كاتب وأستاذ جامعي