IMLebanon

خذوا العاصمة ..  وردّوا لنا بيروت!

نحن البيارتة، فاض بنا الكيل، ونتمنّى على المسؤولين كافة أنْ ينقلوا العاصمة إلى المكان الذي يرغبونه ويرتأونه، ربما تتبخّر مشاعر الحقد والحسد اللذين يرافقان مقولة إنّ بيروت «هي بنت السِتّ بينما بقية المناطق هي بنت الجارية»، وربما تسقط شائعة أنّ بيروت «استأثرت بالاهتمام والأموال والمشاريع على حساب المناطق» وبأنّ «وسطها التجاري شُيّد من أموال الدولة» وليس من خلال أموال المستثمرين أصحاب الأسهم في «شركة سوليدير»!.

وأيضاً، ربما ننتهي من الإشكالية الكامنة في نظرة بعض اللبنانيين إلى بيروت على أنّها للجميع لأنّها «العاصمة» (حين يرغبون في العمل والاستثمار والسكن والاستشفاء والدراسة)، ثم بقدرة قادر تنقلب نظرتهم فتصبح بيروت «مجرّد مدينة» لفئة معيّنة (حين يطالب البيارتة باستقلالية بلديتها، وحق إعادة إعمار ما تهدّم وتعويضهم عن الأضرار وإنهاء مُشكلة المهجّرين ومُعالجة النواقص وغيرها من الخدمات والأمور الحياتية ومشاكل البنى التحتية وتوفير الكهرباء والماء ومواقف السيارات وحلّ معضلة السير..).

للأسف فإنّ المشاريع الموضُوعة لأجل بيروت لا تزال حبراً على ورق منذ عقود، وهي مدفونة في أدراج الوزارات والمُحافظة والجهات المُختصة بسبب النكايات والتسلّط، بالرغم من أنّ البيارتة يدفعون لخزينة الدولة أكبر نسبة من الضرائب والرسوم التي تذهب بمُعظمها إلى إنماء بقيّة المناطق.

و»زاد الطين بلّة» أنّ وزراء بيروت ونوّابها ومجلس بلديتها لا يُتابعون بإصرار وعزيمة وعنادٍ وتفانٍ و»مُناطحة»، الملفات والمشاريع المتعلّقة ببيروت وحقوق أبنائها ومصالحهم ورغباتهم.

وحين تأخذون العاصمة بعيداً عنّا أيها السادة وتُعيدون إلينا مدينتنا المخطوفة بيروت، يُمكن لمجلس بلديتها المُنتخب أنْ ينفّذ قرارته فوراً، وربّما حينئذ، تتوافر للبيارتة فُرصة للعمل في مدينتهم، وتُتاح لهم الحصريّة في وظائف بلديّة بيروت ومصلحة مياه بيروت أسوة بباقي المُدن والبلدات، وأولويّة العمل في المؤسّسات والجمعيات الأهلية المُسجّلة في بيروت.

والأهم من ذلك كلّه أنْ يتمكّن البيارتة وأبناؤهم وأحفادهم من السكن في مدينة بيروت بعد أنْ أصبحوا مُهجّرين ونازحين عنها.. وسيصبحون إذا استمر هذا المنوال، غُرباء طارئين فيها! إضافة إلى ترسيخ أحقيّة وحصريّة تمثيل البيارتة لنبض بيروت، وفكر بيروت، ومواقف بيروت، (أسوة بأصغر ضيعة ودسكرة في لبنان) من دون أي ادّعاء أو تطفّل أو مُصادرة من الآخرين.