IMLebanon

رسالة عيد الشكر إلى الشعب اللبناني

عيد الشكر هو العطلة الأميركية المفضلة لديّ. إنه الوقت لجمع العائلة والأصدقاء المقرّبين من أجل تقديم الشكر لكل البركات التي أغدقت علينا. هذا العام، أنا ممتنٌ للفرصة التي أتيحت لي للعودة إلى لبنان. لقد كان لبنان أول مهمة أوكلت إليّ كسفير، وسيبقى إلى الأبد له مكانة خاصة في قلبي. إنني أحب الحرارة وكرم الضيافة التي يتمتع بهما الشعب اللبناني، وإعادة استدعائي إلى الخدمة في الحكومة ليس إجراء عادياً لدينا، إنما يدلّ بوضوح على اهتمام وزير الخارجية، كيري، والتزامه بلبنان خلال هذا الوقت الصعب. ليس هناك أدنى شك في أن أميركا تقف معكم في وقت يصارع فيه لبنان أزماته الأمنية والسياسية والاقتصادية والإنسانية المتشابكة.

ليس عيد الشكر، بالنسبة لي، فرصة لأحث الطبقة السياسية على استعادة دور الحكومة، أو انتخاب الرئيس، أو وضع إصلاحات اقتصادية عاجلة. إنما أريد أن أعرب عن تقديري للشعب اللبناني، فالتحديات الضخمة التي تواجه لبنان كانت قد أربكت الكثير من الدول الأخرى، ولكن قوة لبنان في مواجهة الشدائد تتحدّى قواعد البلدان الأخرى وقيودها.

إنني شاكر لقوة احتمال الشعب اللبناني وتسامحه. فهجمات الثاني عشر من تشرين الثاني في برج البراجنة كانت أعمالاً جبانة من قبل أفراد ليس لديهم فهم للإسلام ورسالته. إنني أتقدّم بأحرّ التعازي من قبل الشعب الأميركي إلى الضحايا والمصابين وأسرهم. في هذه الهجمات، تَقَصَّد داعش زرع الرعب والفوضى والفتنة الطائفية في لبنان، لكنه فشل فشلاً ذريعاً، لأن الشعب اللبناني قوي الاحتمال لا يروّع بسهولة. فبدلاً من تقسيم اللبنانيين، وحَّدت بينهم الإدانة القاطعة لهذه الأعمال الوحــشية. إن الارهابيين لا يفهمون مدى استثنائية لبنان. لقد أتت الطوائــف المختلفة الى هنا معاً لبناء ما هو أكبر من مجموع أجزائها، ونموذج الديموقراطية اللبنانية والتعايش بسلام لا يمكن هدمه بواسطة متفجرات داعش، ورصاصاته، ودعايته الحاقدة.

كما أشعر بالامتنان نحو الرجال والنساء في الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية. إن قيامهم بالواجب وتفانيهم في حماية وطنهم يثيران الإعجاب، وإننا فخورون أن ندعوهم شركاء لنا. واحدة من أولويات حكومتي، لا تزال المساعدة على بناء هذه المؤسسات من أجل حماية الشعب اللبناني. في أعقاب هذه الهجمات الوحشية على المدنيين الأبرياء، كان ردّ الأجهزة الأمنية في لبنان مثيراً للإعجاب حقاً، حيث تدحرجت الشبكة الإرهابية المسببة لهذه الهجمات بسرعة أمام كفاءة على مستوى عالمي، حافظة بذلك لبنان من المزيد من العنف. وعلاوة على ذلك، فشل الإرهابيون في محاولتهم استفزاز اللبنانيين نحو الانتقام الأعمى. وبدلاً من ذلك، فقد سعت الحكومة اللبنانية، بحق، الى العدالة بأفضل الطرق احترافية.

المرونة والتسامح، والعدالة هي صفات توحّد اللبنانيين. نقاط القوة هذه هي السبب في أن داعش سوف لن يتمكّن أبداً من إضافة لبنان كمقاطعة ضمن مغامرته الشنيعة. لقد شجعت نقاط القوة هذه الولايات المتحدة على السعي للشراكة معكم وتقديم المساعدة. كما أنها السبب في محبتي للبنان وامتناني للعودة إلى هنا.

عيد شكر سعيد من الشعب الأميركي.

(]) القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة في لبنان