IMLebanon

الـ 1559 مجدّداً إلى الضوء  

الكلام العالي النبرة الذي أطلقته ممثّلة الولايات المتحدة الأميركيّة في الأمم المتحدّة، سابقٌ على العقوبات الأميركيّة المتوقّعة على حزب الله وحلفائه والتي يتخوّف منها اللبنانيّون ومن زعزعتها للاستقرار الاقتصادي اللبناني، والمناطق الآمنة في سوريا التي ألقت بإيران خارج معادلة الاتفاق الأميركي ـ الروسي، وستلقي أيضاً بحزب الله خارج الأرض السوريّة، ستعيد فتح ملفّ قرارات الأمم المتحدة بشأن لبنان وسلاح الميليشيات، وعلى رأسها ترسانة حزب الله الإيراني!

للمفارقة، لا يتذكّر اللبنانيّون اليوم القرار الذي اتخذه الحوار الوطني عام 2006 والقاضي بنزع سلاح الميليشيات الفلسطينية خارج المخيمات الفلسطينية، وذلك خلال فترة ستة أشهر، مثلما لا يذكرون نص القرار 1680 الصادر في العام 2006 الذي رحّب في بنده السادس بهذا القرار و»أعرب عن تأييده لتنفيذ هذا القرار، ثمّ طالب ببذل المزيد من الجهود لحل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها، وأيضا تأكيده على ضرورة استعادة الحكومة اللبنانية لسيطرتها الكاملة على جميع الأراضي اللبنانية»، القرار 425 أثبت بعد عقود أنّ قرارات الأمم المتحدة لا تموت، وأنّ لحظة دوليّة ما ستتقاطع مجدداً وتفرض تطبيق مجموعة من قرارات الأمم المتحدة.

بالعودة إلى السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هالي التي دعت إلى ممارسة الضغوط على حزب الله لـ»نزع سلاحه» والكفّ عن سلوكه المزعزع للاستقرار، أعادت بتحذيرها هذا وضع تطبيق القرار 1559 الذي لطالما رغب حزب الله في محوه، ولكن.. هيهات، فتورّط حزب الله في حروب المنطقة سيجعل نزع سلاحه مطلباً دوليّاً وربّما مهمّة دوليّة، فحزب الله حائز على نفس التصنيف الإرهابي الذي حازت عليه داعش، هالي وفي كلمة خلال جلسة لمجلس الامن خصّصت للبحث في اوضاع الشرق الاوسط قالت بالحرف «حزب الله منظمة إرهابية تنشر أفكارها المسمومة بدعم من إيران، وأنّ إيران دولة راعية للإرهاب»، بالطبع قد يكمل التحالف الدولي مهماته بعد الرّقة في لحظة صحوٍ دوليّة لن تفتح حرباً مع إيران ولكن ستقضي على أذرعها في المنطقة، ولن يستطيع حزب الله الذي ربط وجوده في المنطقة بأجندة إيران أن يتهم اللبنانيين بأنهم يراهنون على الأميركي ما دام العنوان «التحالف الدولي»!

شاهدنا خلال اليومين الماضيين وجوه الممانعة الإعلاميّة تحتفل في العراق بهزيمة داعش، لن نلبث أن نرى أن أحلام قاسم سليماني ستنهار في العراق الذاهب إلى التقسيم مع إعلان الدولة الكرديّة برغم أنف إيران وتركيا، في اللحظة التي ستعلن فيها هذه الدولة ـ وستعلن ـ سيكتشف سليماني أنّه لن يتبقَّ لشيعة المنطقة كلّها الذين تتّخذ منهم إيران أدوات لأجندتها إلا شيعيستان، وأنّ أذرعها المتمددة في المنطقة ستبتر من الكتف، وأوّلها وأخطرها وأقواها حزب الله، وأنّ الصوت الأميركي الذي بدأ يعلو في الأمم المتحدة يخفي في طيّاته العقوبات القاسية الآتية.

حزب الله، نسي القرار 1559 والقرار 1701، ونسي بالتأكيد مقدّمة القرار 1701 التي ذكّرت «بقراراته (مجلس الأمن) السابقة حول لبنان لا سيما القرارات 425 (1978)، 426 (1978)، 520 (1982)،  1559 (2004)، 1655 (2006) و1680 (2006)، و1697 (2006)، وكذلك ببياناته الرئاسية حول الوضع في لبنان ولا سيما منها تلك الصادرة في تاريخ 18 حزيران العام 2000 و19 تشرين الأول العام 2004، و4 أيار العام 2005، و23 كانون الثاني العام 2006، و30 تموز العام 2006، هذه القرارات كلّها ستقفز في لحظة لتواجه كلّها حزب الله وسلاحه، وقد يدفع لبنان وحكومته ثمناً غالياً لتطنيشها منذ ثلاثة عشر عاماً على سلاح حزب الله حتى باتت أميركا تحذّر من ترسانته التي تهدّد أمن المنطقة برمّتها.