IMLebanon

الـ ATV والمصنع الإيراني  

نقلت مجلة «نيوزويك» الأميركية بأنّ حزب الله «ازداد خبرة وأصبح يمتلك ترسانة مبهرة من الأسلحة بفضل إيران والرئيس السوري بشار الأسد وروسيا»، وهذه طريقة «النّفخ» الأميركية التي جرّبناها مع صدّام حسين و»رابع أقوى جيش في العالم»، على عكس ما نقلته المجلّة حزب الله مخنوق ماديّاً واستنزف خزّان مقاتليه، ولولا مأزقه في سوريا وعدم اتضاح رؤية نهاية الأحداث حتى الآن، لما كان يستخدم أسلوب التهدئة وأكذوبة الحوار مع الداخل اللبناني، وإصراره على استخدام لغة التصعيد والتهديد لدرء قلق فتح جبهة العدو الإسرائيلي، خصوصاً أن وضع المنطقة والتصعيد العربي في وجه إيران وأدواتها في المنطقة!

بلغ استهتار حزب الله بأمن اللبنانيين حدّ نقل المجلة عن أحد قياديه قوله «يمكننا الدخول إلى الأراضي الإسرائيلية على متن الـATV والطائرات والدراجات المسلحة»، ذكّرنا الحديث عن الـATV ودخول إسرائيل على متنها، بمطاردة الطائرات من دون طيّار للدّراجات النارية على الأراضي اللبنانية باعتبار أنّ الحزب كان يستخدمها لإطلاق الصوارخ باتجاه الأرض المحتلّة، فكيف باستهداف الـ ATV؟!

قبل 24 ساعة نقلت الأنباء خبر إغلاق المجال الجوي فوق مطار بن غوريون، ثم الخبر اللاحق بإعادة فتح المجال الجوي واستحالة كشف سبب الإغلاق لأسباب أمنيّة، هذا التصعيد الذي ينتهجه حزب الله بهدف تخويف الدّاخل الإسرائيلي ينعكس خوفاً عند الشعب اللبناني، خصوصاً أن البلد لا يتحمل اندلاع حرب إسرائيليّة مدمّرة على لبنان، فيما ظروف المنطقة تتيح أن تحظى إسرائيل بدعم غير مسبوق من الولايات المتحدة وحلفائها، فيما ستقف إيران جانباً مكتفية بالصراخ الإعلامي ليس أكثر!

كذب بالأمس الحاج محمّد رعد عندما صرّح قائلاً «نحن مطمئنون، ولم يعد يخيفنا لا مناورات ولا تهديدات»، جمهور حزب الله «ميّت رعبة» الموت العبثي الذي استدرج الحزب أبناء جمهوره إليه في سوريا ألبس آلاف من بيوت الشيعة السواد، وهذا الجمهور خائف من انهيار وقف الأعمال العدائية الذي نصّ عليه القرار 1701 الذي توسّله حزب الله منذ بداية حرب تموز ولم يحصل عليه إلا بعد 33 يوماً على اندلاع الحرب، ليعتبره لاحقاً نصراً إلهيّاً!

كلّ هذا التصعيد يأتي في وقت أعلن فيه وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، يوم الأحد الماضي أن إسرائيل «على علم تام بإنشاء حزب الله مصانع أسلحة تحت الأرض في لبنان»، كلّ هذه مؤشرات خطيرة إلى أنّ الحرب قد تندلع في أيّ لحظة ولأتفه الأسباب، وأنّ لبنان سيكون تحت النيران الإسرائيليّة ومختلف المدمرات التي تعجّ بها المياه الإقليميّة للشرق الأوسط.

لم يأخذ حزب الله العبرة من اليمن ومن السقوط الحوثي في أتون الدمار والكوليرا والجوع، فيما إيران تلعب دور المتفرّج الأكبر على ما يحدث وأنّها تكتفي بالدّعم الكلامي «التّافه»، والانخراط الروسي في الحرب السوريّة لم يدخل حيّز التنفيذ إلا بعد نيل الموافقة الإسرائيليّة والاتفاق التامّ بين فلاديمير بوتين الرئيس الروسي، ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وبالطبع حرصاً على المصالح الروسية وقواعدها العسكريّة في سوريا، وهذا أمر غير متوفّر للبنان الصغير، الذي ورغم ادّعاء دولته وحكوماته المتعاقبة منذ العام 2011 «النّأي بالنّفس» عن نيران المنطقة سيدفع الثّمن الأغلى والأعلى كلفة في المواجهة الأخيرة بين حزب الله الإيراني وإسرائيل وإن استطاع الدخول إليها عبر الـ ATV  والطائرات «الأيوبيّة» والدراجات المسلّحة!