IMLebanon

معركة «عرسال3» انطلقت… عودة النازحين اليها الى القلمون

خلافا لما يعتقده الكثيرون عن ان «حرب عرسال» انتهت،مع احكام السيطرة على جرودها واخراج المسلحين منها، يبدو ان البلدة على موعد مع معارك جديدة قد لا تكون عسكرية الطابع هذه المرة ،ساحتها البلدة بحد ذاتها لتنظيفها من فلول الجماعات المسلحة التي ما زالت تحظى ببعض الدعم والتعاطف من قبل بعض الاهالي، ومن قبل المخيمات السورية ال 110 المنتشرة على تخومها ،والنازحين الموزعين في ارجائها.

وترى المصادر ان البلدة تعيش حاليا مرحلة من عدم التوازن نتيجة الصدمة التي لم يستوعبها بعض اللاجئين، خصوصا ان مخيمات البلدة استوعبت عددا لا بأس به من النازحين من عائلات مقاتلي النصرة و«سرايا احرار الشام» وبعض عائلات مقاتلي «داعش» الذين فضلوا الدخول الى البلدة على المغادرة باتجاه الداخل السوري ،بعد قرار تفكيك كل مخيمات الجروج ،اذ يقدر عدد هؤلاء بحوالى 4000 شخص اي ما يقارب نصف المدنيين الذين تواجدوا في الجرود.

وتتابع المصادر ان خطر هؤلاء يكمن في الافكار التي يحملونها معهم اذا ما اضيفت الى الجو العام المسيطر اساسا على مخيمات النازحين في البلدة ،والتي بينت التجارب ان غالبيتها كانت مقرات وملاذات آمنة للجماعات المسلحة ولخلاياها الارهابية، الامر الذي يدفع في المرحلة المقبلة الى ضرورة تفعيل العمل الامني، علما ان المرحلة السابقة كانت قد شهدت نقلة نوعية في العمل الامني لتلك الجماعات وتركيبة خلاياها اذ مع احكام الجيش الطوق على بلدة عرسال وعزلها بالكامل عن الجرود ، توقفت حركة السيارات المفخخة وقدوم الانتحاريين من الجرود، وتحولت القيادة الى الرقة وادلب مباشرة ، في ظل عجز مجموعات الجرود عن التحرك.

وفي هذا الاطار تتحدث المعلومات عن خطة وضعت على نار حامية تقضي باعادة النازحين السوريين المقيمين في عرسال الى مناطق سيطرة النظام في القلمون طوعا، من خلال سلسلة وساطات ومصالحات يعمل عليها تباعا، بمساعدة الشيخ مصطفى الحجيري، وهو ما المح اليه المدير العام للامن اللواء عباس ابراهيم عندما تحدث عن استمرار الحاجة لمساعدة «ابو طاقية» في الفترة المقبلة، نظرا لعلاقته الجيدة «باحرار الشام» و«جبهة فتح الشام»، بالتعاون مع اسم برز خلال الفترة الماضية والذي لعب دوراً اساسياً في اتمام صفقات عودة اللاجئين من عرسال الى القلمون.

وتكشف المصادر ان القيادي في «سرايا احرار الشام» محمد رحمة الملقب بابي طه العسالي، يلعب دورا محوريا في هذه الخطة بعدما نجح في نسج علاقات قوية مع حزب الله والجانب السوري، فضلا عن تأثير يحسب له حساب في صفوف اللاجئين خصوصا المؤيدين منهم «لفتح الشام» اي «النصرة» سابقا، بعدما تمكن من جمع ثروة طوال الفترة الماضية نتيجة تجارة المخدرات وحبوب الكبتاغون وعمليات التهريب على انواعها، متابعة ان العسالي حصل على «تفويض» من الحزب ودمشق للمباشرة في اتصالاته مع لاجئي مخيمات عرسال لاعادتهم، مقابل دور سياسي يحفظ له، وهو بالفعل ما بدأه من خلال رصد حركة اتصالات لمقربين منه بهدف التغرير بمن لا يريد العودة، حيث يتردد ان المهمة لن تكون سهلة نتيجة ما يواجه به من معطيات عن اخلال بالاتفاقات السابقة واعتقالات للعديد من النازحين الذين عادوا الى القلمون .

من جهتهم ينتظر اهالي بلدة عرسال عودة حقوقهم اليهم بعدما غادر المسلحون الاراضي التي كانوا يحتلونها، مفضلين ان تتم تلك العملية تحت اشراف الجيش اللبناني وبعد انسحاب وحدات حزب الله من المنطقة منعا لحصول اي احتكاكات او حوادث، رغم الايجابية التي ابداها الحزب في هذا الخصوص، حيث تشير اوساط عرسالية الى ان وجهاء البلدة وشخصياتها باشرت سلسلة من الاتصالات على هذا الصعيد، الا انه يبدو ان القرار السياسي لم يتخذ بعد وهو بحاجة الى بعض البلورة، فضلا عن ان القيادة العسكرية اللبنانية تفضل تأجيل تلك الخطوة الى حين انتهائها من معركة تحرير جرود القاع وراس بعلبك والفاكهة من داعش، قبل اتمام انتشارها الكامل في المنطقة، خصوصا ان وحدات حزب الله في تلك الجرود لا تزال تضطلع بمهام قتالية وتلعب دورا في مواجهة تنظيم الدولة.

من جهته اكد مصدر امني انه آن الاوان لاهالي عرسال ان يعيشوا حياة طبيعية وان يستردوا حقوقهم بالعودة الى اراضيهم وكساراتهم ومقالعهم بحماية الدولة اللبنانية، وان ذلك سيحصل فور الانتهاء من عملية تنظيف الجرود من مخلفات المسلحين من اشراك والغام وعبوات، وفور انتشار الجيش في المنطقة الجردية بعد تسلمه كامل المواقع من حزب الله بعدما كان تسلم بعضها خلال الايام الماضية، والذي لن يطول ابعد من نهاية معركة تحرير جرود القاع وراس بعلبك، مشيدا بتعاون الاهالي في هذا المجال.