IMLebanon

معركة الجرود حاسمة… والجيش بالمرصاد لايّ تسلّل

انطلقت عملية تطهير جرود عرسال من عناصر التنظيمات الإرهابية بهدف تدمير مواقعهم وإنهاء وجودهم الإرهابي الذي يُهدّد المناطق الداخلية اللبنانية وسط ملازمة النازحين السوريين لمخيماتهم في البلدة وبقاء الأهالي فيها أيضاً. وتؤكّد أوساط سياسية متابعة أنّ «مسألة الحسم لن تطول بل ستكون سريعة سيما وأنّ جهوزية مقاتلي المقاومة والجيش اللبناني والأجهزة الأمنية هي على أعلى المستويات المطلوبة».

وأشارت الى أنّ ثمّة ممراً خصّصه الجيش اللبناني للنازحين السوريين الذين يرغبون بالخروج من المخيمات الموجودة في مناطق الإشتباكات في عرسال، كما للمواطنين في حال قرّروا مغادرة البلدة الى البلدات المجاورة الى حين انتهاء المعركة. وكشفت بأنّه جرى إعلام الأهالي والنازحين السوريين في الفترة الأخيرة بأنّ معركة الحسم في الجرود سوف تبدأ قريباً. ولهذا غادرت بعض العائلات اللبنانية حفاظاً على سلامتها، على ما أفادت الاوساط، كما خُيّر من يرغب من النازحين بإخلاء خيمهم، ولهذا حصلت عودة مئات العائلات السورية على مرحلتين الى ديارهم.

وفيما يتعلّق بالخشية من تسلّل مقاتلي التنظيمات الإرهابية الى الداخل اللبناني، أكّدت الاوساط أنّ عناصر الجيش والقوى الأمنية مستنفرين من أجل منع حصول مثل هذا الأمر، ما يجعل الذين لم يُصابوا بشكل مباشر في القصف والغارات المركّزة على مواقع التنظيمات يتراجعون الى الخلف. ولهذا فإنّ المعركة الحالية، على ما توقّعت الاوساط، لن تتوقّف ما لم يتمّ التأكّد من أنّ أي إرهابي أو متطرّف سيبقى في الجرود أو حتى متسلّلاً الى داخل أحد مخيمات البلدة التي يصل عددها الى أكثر من مئة مخيم. ولا يُسمّى مخيّم، بحسب معلومات مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين، سوى كلّ تجمّع للنازحين يضمّ أكثر من خمس خيم، أمّا الذي يتألف من أربع خيم أو أقلّ فلا تعتبره مخيماً.

ودافعت الاوساط عن «حزب الله» الذي فتح معركة جرود عرسال بالتزامن مع معركة تطهير القلمون السورية بالقول إنّ هدف المقاومة الأول والأخير هو حماية لبنان وحدوده على السلسلة الشرقية وصولاً الى الجنوب من أي إعتداءات إرهابية، ما يُمهّد لحلّ مشكلة النازحين السوريين وعودتهم تدريجاً الى بلادهم لا سيما إذا ما جرى تحرير القلمون بالكامل. وتؤكّد بأنّه عندها سوف تكبر المساحة الجغرافية للمناطق الآمنة في سوريا ستصبح مسألة إعادة النازحين السوريين أسهل الى بلادهم.

أمّا الحديث عن نيّة «حزب الله» بتوسيع دائرة ولاية الفقيه، فقالت الاوساط بأنّه أمر مبالغ فيه من قبل بعض الجهات التي تودّ صرف النظر عن الإنتصار الذي تُحقّقه المقاومة والجيش اللبناني في جرود عرسال والجوار. وأكّدت بأنّه لن يكون في لبنان أي ولاية لا للفقيه ولا للدولة الإسلامية المفترضة في العراق وبلاد الشام، فقد أثبت هذا البلد أنّ صمود أهله ووحدته الوطنية أهمّ بكثير من أي شيء آخر. وعلى هذا الأساس فلن يكون هذا البلد تابعاً لأي دولة حقيقية أو مفترضة.

وتطرّقت الاوساط الى الزيارة الرسمية لرئيس الحكومة سعد الحريري والوفد المرافق الى واشنطن التي يبدؤها يوم الإثنين المقبل، ويلتقي خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعدداً من المسؤولين في الإدارة الأميركية ورئيس مجلس النوّاب وأعضاء في الكونغرس ومسؤولي البنك وصندوق النقد الدوليين، فأشارت الى أنّها تأتي في وقتها، إذ سيبحث الحريري خلالها مسألة مكافحة لبنان للإرهاب تزامناً مع معركة الجرود، وإن كانت الزيارة قد حُدّدت قبل انطلاق المعركة، فضلاً عن العقوبات الأميركية التي يُطالب بتشديدها بحقّ المقاومة وكلّ الكيانات المتحالفة معها.

وبرأي الاوساط، فإنّ كسب المعركة من قبل «حزب الله» والجيش اللبناني من شأنه التخفيف من الحملة الأميركية تجاه الحزب، والتفكير في زيادة المساعدات الأميركية للجيش، وليس العكس، على ما كاد يحصل أخيراً. علماً أنّ ذريعة انتقال العتاد من الجيش الى المقاومة لا أساس ولا صحّة لها، خصوصاً وأنّ التمويل العسكري لـ «حزب الله» معروف مصدره ولا مجال للتشكيك به، إذ لا حاجة لأن تأخذ المقاومة أي أعتدة من الجيش.

كما سيُناقش الحريري، على ما أضافت الاوساط، مسألة إعادة الأمم المتحدة للنازحين السوريين الى بلادهم تباعاً مع عودة الأمن والإستقرار الى العديد من المناطق السورية والتي تفوق مساحتها الجغرافية مساحة لبنان بأضعاف الأضعاف، خصوصاً وأنّ النزوح السوري الكثيف في لبنان بات يُشكّل مع السنوات أكبر من عبء إقتصادي وإجتماعي فقط. ومن الطبيعي أن يلفت الى ضرورة تعاون الأمم المتحدة مع الحكومة اللبنانية لأنّه وفريقه السياسي فيها يرفضان التفاوض السياسي أو الديبلوماسي مع النظام السوري لحلّ هذه المشكلة التي تتفاقم يوماً بعد يوم وتُشكّل معاناة للنازحين السوريين كما للشعب اللبناني المضياف.

وتتوقّع الاوساط بأن تأتي زيارة الحريري بنتائج جيّدة على لبنان، كونها ستوضح أموراً عدّة، قد يجهلها أو يتجاهلها الرئيس الأميركي والمسؤولين الأميركيين فيما يتعلّق بالوضع الداخلي اللبناني وكون «حزب الله» شريكاً سياسياً في الحكم، قبل أن يكون مقاوماً أو شريكاً للجيش في الدفاع عن سيادة الوطن وأمنه وحدوده. حتى وإن كان الحريري لا يُدافع في الغالب عن الحزب وممارساته في لبنان والمنطقة بل ينتقدها بشكل شبه دائم. إلاّ أنّ التسوية الأخيرة قد جعلت من المكوّنات السياسية كافة، على ما أشارت الاوساط، تتحدّ حول القواسم المشتركة وتبتعد قدر الإمكان عن المواضيع الخلافية فيما بينها.

ومن هنا، فلا يُعوّلن أحد على أن تُشدّد الولايات المتحدة الأميركية العقوبات على الحزب والمتعاونين معه أكثر بعد الزيارة المرتقبة للحريري، على ما لفتت الاوساط، لأنّ ذلك لن يحصل، وهو أساساً لن يصبّ في مصلحة لبنان، سيما وأنّ المتحالفين مع الحزب في الداخل والخارج كُثر، واللائحة ستطول في حال تقرّر تشديد العقوبات أكثر فأكثر. علماً أنّ هذا الأمر في حال حصوله من شأنه أن يُعلي أسهم إسرائيل أمام المجتمع الدولي سيما وأنّها تتحدّث باستمرار عن «التهديد» المستمر لها ولمواطنيها بسبب المنظومة العسكرية التي يملكها «حزب الله» عند حدود مستوطناتها الشمالية.