IMLebanon

معركة الرئاسة الايرانية  وحرب العداء المشترك

الرئاسة محدودة الصلاحيات في نظام ولاية الفقيه. والمعادلة في كتاب الجمهورية الاسلامية ثابتة: الهامش جمهوري والمتن اسلامي. فالسلطة الفعلية في يد الولي الفقيه الذي يمثل الشرعية الالهية. والانتخابات الرئاسية والنيابية، هي آلية لتظهير الشرعية الشعبية، كما أرادها مفجّر الثورة ومؤسس الجمهورية الاسلامية الإمام الخميني. وكل شيء، وسط حرية الخيار الشعبي، محكوم بضوابط. فالامتحان الأول للمرشحين، هو في مجلس الخبراء الذي يغربل ويقرر من هم أصحاب الأهلية للترشح. والامتحان الثاني طبعا في صناديق الاقتراع. والثالث بعد ظهور النتائج، بحيث يتولى المرشد الأعلى تثبيت الرئيس المنتخب أو يقرر عدم تثبيته، كما يملك سلطة عزله كرئيس.

لكن المعارك الانتخابية تكون عادة حامية. فالمرشد الأعلى علي خامنئي يصرّ دائما على دعوة الناخبين الى التصويت بكثافة للرد على مؤامرات الأعداء وتكرار انتصارات الثورة. والتنافس يدور بين شخصيات من التيار المحافظ المتشدّد وأخرى من التيار الاصلاحي أو التيار المحافظ المعتدل، وان كانت معاني هذه العناوين في ايران مختلفة عن ترجمات الآخرين. وهو في الانتخابات التي تجرى اليوم يدور بين المرشح المعتدل الرئيس حسن روحاني وبين المرشح المحافظ المتشدد سادن الروضة الرضوية ابراهيم رئيسي. روحاني صاحب الاتفاق النووي يريد ولاية ثانية لاكمال معالجته للوضع الاقتصادي عبر الانفتاح على العالم والتخلص من العقوبات المفروضة على ايران. ورئيسي ينتقد سياسة روحاني الاقتصادية ويقدم برنامج الاقتصاد المقاوم الذي دعا اليه خامنئي. وهموم الناخبين اقتصادية في الدرجة الاولى.

ومهما تكن نتائج الانتخابات، فان التحديات امام ايران وفي لعب العالم معها تدخل مرحلة شديدة الخطر في الصراع الجيوسياسي. وليس قول مدير الاستخبارات المركزية الاميركية مايكل بومبيو ان ايران تقترب من تحقيق الهلال الشيعي الذي لا يصب في مصلحة الولايات المتحدة سوى اشارة الى اجندة لدى ادارة الرئيس ترامب تختلف عن اجندة الادارة السابقة. وعلى تعدد الاهداف من رحلة ترامب التي تبدأ بالرياض وعقد ثلاث قمم فيها، فان التركيز على محاربة داعش والقاعدة يتوازن مع ضرب النفوذ الايراني في اليمن والعراق وسوريا ولبنان.

لكن طهران كانت ولا تزال تعتبر ان العداء لاميركا هو المبدأ واساس الثورة الاسلامية ولن ينتهي بالمفاوضات على حد تعبير المرشد الاعلى علي خامنئي. وهي تتصرف على اساس انها اصبحت قوة اقليمية ذات تأثير عالمي، كما يقول نائب قائد الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي. والترجمة البسيطة لذلك هي ان الجمهورية الاسلامية تقوى وتزداد توحداً في الداخل وصلابة مع حلفائها في الخارج بالمواجهة مع الشيطان الاكبر.

والحد الأدنى الضروري في لبنان والمنطقة هو ربط الاحزمة.