IMLebanon

كلام كبير من رجل دولة كبير  

عشيّة توجهه، أمس، الى القاهرة تحدّث الرئيس سعد الحريري الى «الاهرام» مدلياً بكلام مهم جداً حول أهداف الزيارة التي اصطحب معه فيها وفداً وزارياً كبيراً يمكن من خلال قراءة أسماء أعضائه المدى الذي ذهب إليه رئيس مجلس الوزراء في تعويله على المحادثات مع الجانب المصري إن على صعيد العلاقات بين البلدين وهي اتسمت عموماً بالايجابية منذ الاستقلال حتى اليوم، أو على الصعدان الامنية والمالية والزراعية والثقافية والمشاريعية والطاقة (النفط والغاز) والتجارية الخ…

ولقد شدّد الرئيس الحريري في تصريحه على متانة العلاقات السياسية التي تربط لبنان ومصر، مشدداً على ضرورة أن ترتقي العلاقات الاقتصادية الى

مستوى السياسية، مؤكداً على التواصل القائم بين المسؤولين الامنيين في البلدين على أعلى المستويات لتنسيق الجهود في مواجهة الخطر الارهابي، معتبراً أنّ «أمن الدول العربية مرتبط بعضه ببعض»، رافضاً استخدام لبنان «كمنصّة لاستهداف أي دولة عربية».

لذا، هناك تطور ايجابي بانعقاد اللجنة المشتركة اللبنانية – المصرية في القاهرة بعد انقطاع طويل استمر سبع سنوات بعد آخر اجتماع في بيروت، وهذا يعتبر تعثراً سلبياً، وإن كان غير مقصود، وهي في رأي الحريري «مدّة طويلة وطويلة جداً» حفلت بالكثير من التحوّلات والمستجدات، والأحداث التي شهدتها الدولتان، ما اقتضى حتمية انعقادها مجدداً «لدراسة كيفية التعامل مع هذه المستجدات» على حد قول رئيس الوزراء.

ومن الواضح أنّ الحريري حريصٌ على أن تكون المقررات والتوصيات والتفاهمات التي يتم التوصل إليها ذات صفة تنفيذية، وأن تتولى لجان متخصصة من البلدين عملية المتابعة التي لا تكون أي جدوى من دونها.

ولفتني قول الرئيس سعد الحريري جازماً: «نحن كحكومة مستعدون وجاهزون لمناقشة إمكانية التعاون بين لبنان ومصر في أي منطقة من العالم حيث يوجد المغتربون اللبنانيون بثقل وفاعلية، كما هي الحال في بعض الدول الافريقية.

وعلى امتداد حديثه الصحافي كما محادثاته في القاهرة، فإنّ الرئيس الحريري لم يتخلّ عن أي موقف من ثوابته الوطنية والقومية والعربية، ولكنه في الوقت ذاته بدا حريصاً على الوحدة الوطنية في لبنان… وها هو يقول: «هناك اقتناع لدى اللبنانيين بعدم جدوى تكرار الحروب تحت أي ظرف كان، فلن ينتج عنها سوى الخراب والدمار، ولن تؤدّي الى انتصار أي طرف أو طائفة على أخرى مهما كانت قوة هذا الطرف وامتداداته الخارجية (…) هناك مشاكل وخلافات سياسية عميقة في لبنان وهناك تباين في وجهات النظر حول قضايا حسّاسة، ولكن السلم الأهلي في لبنان هو خط أحمر».

إنّه كلام رجل دولة كبير.

عوني الكعكي