IMLebanon

تفجير الساحة اللبنانية غير متوفر داخلياً

ليس قبل «اعلان الرياض»، كما بعده، ففيه استهداف مباشر «لحزب الله» كاحد الاذرع الايرانية في المنطقة، وواكبه صدور بيان اميركي – سعودي مشترك، اكد على «اهمية دعم الدولة اللبنانية لبسط سيادتها على جميع اراضيه ونزع سلاح التنظيمات الارهابية مثل «حزب الله»، وجعل كافة الاسلحة تحت اشراف الجيش اللبناني».

ولقد سبق قمم الرياض الثلاث التي حضرها الرئيس الاميركي دونالد ترامب، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، صدور بيان عن الامم المتحدة، يذكر لبنان بتنفيذ القرار 1559 الذي صدر عنها في مطلع ايلول 2004 ويدعو الى نزع سلاح الميليشيات، والمقصود «حزب الله» حيث يقف وراء هذا البيان المساعد السياسي للامين العام للامم المتحدة جيفري فيلتمان الذي كان سفيراً للولايات المتحدة الاميركية في لبنان، عند صدور القرار والذي رعى اطلاق «ثورة الارزَ وتكوين  قوى 14 آذار، واعترف امام احدى لجان الكونغرس انه صرف مبلغ 500 مليون دولار لتشويه صورة «حزب الله»، وهو الذي شهد على العدوان الاسرائيلي على لبنان والمقاومة فيه صيف 2006، وبقرار من ادارته الاميركية.

فالتركيز على «حزب الله» ونزع سلاحه، يعود لسنوات، وان اعادة طرحه في هذه المرحلة، ليس بريئاً، تقول مصادر حزبية حليفة للحزب، وقد يؤدي ذلك الى اعادة التوتر الى الساحة اللبنانية، كما حصل بين اعوام 2005 و2008، بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والذي ربط مقتله بالقرار 1559 الذي طالب ايضاً بانسحاب القوات السورية، اذ عجلت الجريمة بحصول هذا الانسحاب سريعاً، حيث نفذ بند من بنود القرار، وبقي سلاح «حزب الله» الذي وضع على طاولة الحوار، وطالب فريق 14 آذار بتسليم السلاح وبعد ان امسك بالسلطة، وقلب موازين القوى لصالحه، باجتثاث ما سمى «النظام الامني اللبناني السوري المشترك»، لكن هذا الفريق لقي استحالة بتنفيذ ذلك، فاحيل الموضوع للحوار تحت بند «الاستراتيجية الدفاعية» لكن الادارة الاميركية برئاسة جورج بوش الابن، رأت تلكؤاً من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الذي تمنى على وزيرة الخارجية الاميركية آنذاك كونداليزا رايس، بالتمهل لنزع سلاح «حزب الله» لكنها لم تصبر، واعطت واشنطن الضوء الاخضر لتل ابيب لشن عدوان على «حزب الله» وتدمير سلاحه، وقتل افراده وقيادته، وفرض الاستسلام عليه، لكن العدو الاسرائيلي لم يتمكن من تحقيق ذلك، تقول المصادر، فجرت محاولة داخلية في 5 ايار 2008 بنزع سلاح الاتصالات للمقاومة، وكان رأس الحربة بذلك، النائب وليد جنبلاط، باعترافه هو، اذ اصر وزراؤه على تفكيك شبكة اتصالات المقاومة، ونتج عن ذلك احداث 7 ايار، في بيروت والتي امتدت الى الجبل، وغيرت موازين القوى وانتجت تسوية الدوحة.

فهل يكون لبنان ساحة لاحداث داخلية، ترفع عنه الغطاء الدولي والاقليمي الذي يؤمن له الاستقرار منذ تسع سنوات، بالرغم من الخلافات السياسية، حيث تم «ربط نزاع» بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» حول اغتيال الحريري والمحكمة الدولية، والخلاف على الازمة في سوريا، والتدخل اللبناني فيها عسكرياً او سياسياً، وفق المصادر التي تشير الى ان «حزب الله» هو الذي نأى بلبنان عن سوريا، عندما قاتل الارهابيين فيها، ومنع انتقال الحريق اليه، وهو ما اثبتته الوقائع الميدانية، وتسليم الجرود في السلسلة الشرقية الى الجيش اللبناني للانتشار فيها.

لا تتوقع المصادر نفسها، ان ينفجر الوضع في لبنان، لان الاطراف الداخلية لا ترغب بذلك، ولا تتوفر الظروف لذلك كما ان القوى الدولية، ما زالت تؤيد الاستقرار فيه، وتخشى ان يؤدي اهتزاز الامن، الى امساك قوى اسلامية متطرفة موجودة في خلايا نائمة او متحركة في مخيم عين الحلوة، او جرود عرسال، ويوجد على ارضه مليون ونصف مليون نازح سوري، ومن بينهم المؤهلين للقتال.

اما في اعطاء ضوء اخضر اميركي لاسرائيل لشن حرب ثالثة على لبنان، فان التقويم العسكري الاسرائيلي لمثل هذه الحرب، تعطي نتائج سلبية لصالح الكيان الصهيوني، الذي يقر بوجود 150 الف صاروخ لدى «حزب الله»، يمكنه ان يوصلها الى مسافات بعيدة، ويستنزف فيها الدولة العبرية لحوالى عام، وان كانت هي ستقوم بتوسيع «بنك اهدافها» وتستخدم توصيف «عقيدة الضاحية» للحرب المقبلة التي ستكون  اكثر دماراً عما سبقها، لكن توازن الرعب يبقى موجوداً وتعرفه اسرائيل، وهو ما سيلجمها عن المغامرة وتقويم حساباتها لاي عدوان تقول المصادر، لكن دون الاطمئنان الى ذلك، حيث تبقى الجهوزية لدى المقاومة للتصدي.

«فاعلان الرياض»، الذي في مضمونه حرب على ايران و«حزب الله» الا ان ايران و«حزب الله» تعاطيا معه، بكثير من الاستهتار، فوصفه الرئيس الايراني المنتخب الشيخ حسن روحاني بالصوري ولا اهمية له، فيما توعد «حزب الله» عبر السيد هاشم صفي الدين، ان يكون الرد في الجبهات، التي هي الميزان، وقد نجح محور المقاومة في ان يربح معاركه العسكرية والسياسية في سوريا والعراق واليمن، كما سبق له وحقق انتصارات في لبنان وفلسطين، بوجه العدو الصهيوني تقول المصادر، التي لا ترى ان الرئيس الاميركي في وضعه الداخلي غير المستقر قادر على اتخاذ قرار الحرب.