IMLebanon

مزبلة العالم بامتياز !

يصر موقع “cntraveler .com” المعروف دولياً على برم السكين في جروح اللبنانيين، فمرة جديدة يبرز أهمية بيروت وقد جاءت في المرتبة الـ ١١ على لائحة أجمل مدن العالم، نتيجة استطلاع أجراه على قاعدة إبراز أهم المواقع السياحية، وتوفير النصائح بالتوجّه الى المدن الفضلى والأكثر متعة نظراً الى معالمها الطبيعية والتاريخية!

هكذا بالحرف لكأن الذين صوتوا لبيروت من عمال “سوكلين” أو من هواة العيش في القمامة وليسوا من خبراء المتعة السياحية. وفي الواقع لست أدري اذا كان المسؤولون عن السياحة وعن الزبالة طبعاً، اطّلعوا على نتائج هذا الاستطلاع الذي لا يدعو الى الفخر بمقدار ما يدعو الى التعرّق خجلاً وحياءً، لو كان في الوجوه بقية من ماء، خصوصاً انه لم يعد ينقصنا سوى ان نتقدم بطلب الى كتاب غينيس لتسجيل لبنان على انه كسر الرقم القياسي غريقاً في النفايات ويستحق بجدارة ان يسمّى مزبلة العالم!

يكاد المواطن ان يتقيأ لكثرة ما سمع حتى الآن من جدل تافه، سواء على مستوى ما تقوله الحكومة من نظريات لا ترفع كيساً من العفن الذي ينمو في الشوارع، أم على مستوى ما تقرعه جماعات المجتمع المدني من طبول فارغة ونظريات ومراجل، لكن السؤال الذي يجب أن ينزل مثل العار في رقاب الجميع بسيط ومختصر:

كيف تستطيع بلدية تملك حساً وحياء، ان تعالج مشكلة النفايات وتستخرج منها طاقة كهربائية وان تنير شوارع مدينتها، ولا تستطيع حكومة فيها وزير بيئة في الاعتكاف أو الإقصاء أو الحرد لست أدري ووزير بديل ناشط ومقتدر على ما أعرف، ان تقدّم حلاً يقينا الموت ليس اختناقاً بروائح وميكروبات النفايات المتراكمة فحسب، بل بدخان المحارق التي استحدثها وزراء سابقون وحاليون، يعتبرون أنفسهم ملائكة مرسلين، ويدافعون عن الحرق والخنق، لأن قطع الأرزاق من قطع الأعناق !

نعم، كيف تتمكن بلدية بعلبك وبلدية صيدا مثلاً من معالجة النفايات بلا ضجيج استدراج للعروض ولا قرقعة دفاتر الشروط ولا دربكات التلزيمات، ودقّي يا مزيكة الدولارات المشبوهة على ما نسمع الآن في مسألة التصدير وعروضها السابقة واللاحقة، ولا تستطيع الحكومة ان تعالج هذه الفضيحة المتفاقمة منذ عشرة أشهر والتي جعلتنا مزبلة سياسية ايضاً على ما قال تمام سلام يوماً.

قيل إن معمل معالجة النفايات في بعلبك كلّف أقل من خمسة ملايين دولار، وهناك من يتحدث عن ان مبلغ ٥٠٠ مليون دولار لترحيل النفايات فيه توفير وتقتير ورحمة لخزينة الشحاذة، والمحنة مستمرة طبعاً الى ان تتفق القطط على جبنة الزبالة !

بيروت أجمل المدن، لكن قبائل لبنان الشعبية والسياسية أبشع من تلك الأكياس العفنة عند المفارق… وسامحوني!