IMLebanon

حقيقة من يطرح نفسه بديلاً «للأصيل»  

«سعد الحريري انتهى»… هيا بنا إذاً نلتحق بـ «الريفية السياسية»!!!، ولكن قبل ذلك علينا تحديد معالمها.

«الريفية السياسية« هي: أن تكون صنيعة الطبقة السياسية وأن تحصد المكاسب الشخصية من خلال مسيرتك المهنية طيلة مدتها وحتى بعد تقاعدك منها، ثم أن تقوم بشيطنتها عبر شعبوية لحصد المزيد من المكاسب ولكي تصبح جزءاً منها… وهي كذلك أن تتباهى بعدم تلطخ يديك بدماء أحد سائراً من كان وأن تتوعد بتلطيخ أيادي اللبنانيين بدماء بعضهم البعض إن لزم الأمر… هي أيضاً أن ترفض السلاح اللاشرعي من منطلق أنك إبن الدولة وحارس الجمهورية وأن تبرر وتفتخر باللجوء إليه في المحاور الطرابلسية على حساب شبابها (سقوط في المعارك أو زج في السجون)… هي أن تعلن نفسك حامياً للحريات ولمؤسسات الدولة وللمؤسسات الدينية وأن تهدد في الوقت نفسه باحتلال دار الإفتاء… هي أن تنعت الجميع بالفساد وأن تبني شعبيّتك على الزبائنية… هي أن تسخر من عدم قدرة البعض على صد غزوة أيار لبيروت وأنت لم تحرك ساكناً ولم تقم بواجبك المهني في ذلك اليوم دفاعاً عنهم… هي كذلك أن تحرّم الحوار مع حزب ما، حتى وإن كان لمصلحة البلد، وأن تحلل مشاركتك «حزب الله« في تقاسم الحصص الوزارية لمصلحتك… هي أيضاً أن تستقيل من الحكومة شكلياً لمصلحتك وأن تستمر ضمنياً في منصبك لمصلحتك… هي أن تصف ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة بالخطيئة التي لا تغتفر وأن تعتبر ترشيح النائب ميشال عون خطأً غفر عنه حتى ولو استمر …

هي أن تتاجر بشهادة مصلّين لمصلحتك وأن تسرق شهادتهم بالزعم أنك كنت أنت المستهدف… هي أن تعلن خوض المعارك الواحدة تلو الأخرى وأن تنسب لنفسك إنتصار الآخرين فيها بـ «هاشتاغ شكراً«… هي كذلك أن تصرح بأنك من عائلة متواضعة مادياً وأنك لا تتلقى الدعم المالي من أحد وأن تنفق مالاً مجهول المصدر، متهماً الآخرين بشراء النفوس… هي أن تخدع الناس بإدعاء مواجهة «حزب الله« مقابل إنبطاح الآخرين وأن تصرّح في الوقت نفسه أن لا خصومة معه لأنه أحد مكونات البلد وأنه مقاومة بينما تحصر المواجهة مع أهل البيت الواحد… هي أن تشكو من التعصب الديني لدى «حزب الله« وأن تحارب الإعتدال في الشارع السني… هي أن تعلن نفسك زعيماً للسنة وأن تعمل على شق صفهم وعلى الإيقاع في ما بينهم حتى وإن كانوا أخوة وأبناء الشهيد رفيق الحريري، وأقصد بذلك سعد وبهاء… هي أن تدعي أنك صاحب مبدأ سياسي وأن تصرح بموازاة ذلك أن ما يجمعك بسياسي ما هو كره سياسي آخر… هي أن تعلن نفسك الوريث السياسي الوحيد للشهيد رفيق الحريري ولثوابته وأن تمعن في تزوير تلك الثوابت في كل مناسبة… أخيراً وليس آخراً أن تستيقظ مرتاح الضمير وأنت تضمر الشر لمن أحسن إليك (وكنت تتغزل به) وأن تطعنه كلما سنحت لك الفرصة …

كل ما سبق وأكثر هي معالم «الريفية السياسية»… فإن كانت هي البديل الوحيد لـ «الحريرية السياسية» في حال «إنتهى سعد الحريري»، من الأفضل أن ننتهي جميعاً معه… ولكنه لم ولن ينتهي يا عزيزي لأن أهل الوفاء إلى جانبه… وموعدنا معك في الانتخابات النيابية لإنهائك …

() ناشط سياسي