IMLebanon

الأيام اللبنانية في واشنطن إيجابيات تفوق السلبيات

من الأقوال المأثورة لرئيس وزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل والذي أصبح قاعدة ذهبية في علوم السياسة، قوله:

في السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم، هناك مصالح دائمة.

كثيرون تذكَّروا هذا القول في معرض ترقب اللقاء اليوم في واشنطن بين رئيس حكومة لبنان سعد الحريري والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

منذ خمسة أعوام ونيف، وتحديداً في مطلع العام 2012، دخل الرئيس الحريري إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وما هي دقائق على بدء الإجتماع حتى أُدخلت وريقة إلى الرئيس أوباما، وعليها كلمات معدودات، مفادها أنَّ الرئيس سعد الحريري أصبح رئيس حكومة سابق، لأنَّ عشرة من وزراء حكومته أعلنوا استقالتهم منذ دقائق.

إعلان الإستقالة جاء من على منبر الرابية، واصطف وزراء الثلث المعطِّل، ومن أبرزهم وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل والطاشناق والمردة، بالإضافة إلى الوزير الذي كان محسوباً على رئيس الجمهورية لكنه استقال، ليصبح المستقيلون ثلثاً زائداً واحداً وتسقط الحكومة.

بعد خمسة أعوام ونيِّف إنقلبت الخصومة حتى إسقاط الحكومة، إلى تحالف قوي:

منبر الرابية أصبح في قصر بعبدا، وصار رئيس الجمهورية الغطاء الأساسي لحكومة الرئيس الحريري الثانية.

الوزراء والأحزاب الذين وقفوا في الرابية لإسقاط الحكومة الأولى، أبرزهم معه اليوم في واشنطن:

رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل.

الجميع يتطلعون إلى ما يمكن أن تحققه الزيارة في ظل تنامي التحديات التي تواجه لبنان.

أربعة أيام مكثفة، تمَّ الإعداد لها بعناية في دوائر رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية ومصرف لبنان وقيادة الجيش.

الإجتماعات التحضيرية كانت بدأت أمس في دوائر الخارجية والخزانة الأميركية، ومن أبرز اللقاءات، اللقاء مع مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد.

اليوم الثلاثاء هو اللقاء المنتظر بين ترامب والحريري، مع توقع بأن تكون هناك كلمتان لكل منهما إثر اللقاء، ثم تكون هناك محادثات بين الوفد اللبناني ونظرائهم الأميركيين.

في المقابل، هناك تحديات تواجه الزيارة وفي مقدمتها ما يُطبخ في الدوائر الأميركية من عقوبات على لبنان، وفي هذا المجال، يُحكى عن مشاريع قوانين لعقوبات على حزب الله:

مشروع قانون في الكونغرس ومشروعان في مجلس النواب، ووجود حاكم مصرف لبنان رياضة سلامة في عداد الوفد من شأنه أن يفتح هذه الملفات على مصراعيها، وهذا الدور يأتي مكملاً للوفد النيابي المصرفي الذي سبق أن زار واشنطن.

بمجرد حصول القمة اللبنانية – الأميركية، فهذا إنجاز للبنان بكل المقاييس، لأنه يعني أنَّ لبنان ما زال موجوداً في الملفات الأميركية ولم يدخل في دائرة التغييب أو النسيان.