IMLebanon

الحرب الإسرائيليّة المقبلة

مرّ الحديث عن التهديدات التي تلقّاها لبنان عبر أطراف سياسيّة أوروبيّة وعربية بينها جلالة ملك الأردنّ عبدالله الثاني، وتعاطى الأطراف اللبنانيّون بخفّة مع الجولة التي نظّمها حزب الله يوم الخميس الماضي لمجموعة من الإعلاميّين ليكونوا شهوده، في وجه ما تستحدثه إسرائيل من خطوط دفاعيّةـ متى احتاج ذلك، ونظنّه سيحتاج.. وجداً!

ومرّ حضور رئيس الحكومة اللبناني على الحدود وتصريحاته مرور الكرام خصوصاً مع إعلانه «أننا كحكومة غير معنيين بما فعله حزب الله، وكلام دولته صحيح وصادق، فالدولة كلّها بقدّها وقديدها ليس في يدها منع حزب الله من فتح جبهته متى احتاجت إيران في وجه إسرائيل ومهما كلّف هذا الأمر لبنان!

بالأمس نقلت «الحياة» الصحيفة اللندنية، أنّ المملكة الأردنيّة حذّرت لبنان، من احتمالية قيام إسرائيل، بإستهداف لبنان فى المرحلة المقبلة، كما أنّ لبنان تلقّى كذلك تحذيرات من عدد من سفراء الدول الكبرى لدى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، الذين أوصوا لبنان بضرورة التنبه من المخاطر الإسرائيلية، وتجنب القيام بأى عمل عسكري في جنوب لبنان، وتحديدًا من طرف حزب الله».

بالتأكيد لم تفعل الدولة اللبنانيّة شيئاً تجاه هذه التحذيرات، ولن تفعل شيئاً، واللبنانيّون أيضاً، ولا حتى الجيش اللبناني سيفعل شيئاً فقد اكتفى بإبلاغ اليونيفيل بأنّ هناك جولة إعلامية على الخط الأزرق نقطة انتهى! كل هذه مجتمعة تُدرك بالتجربة والممارسة أن القرار اللبناني مصادر، في حال السلم مصادر، وفي حال الحرب مصادر، وأنّ قرار الحرب إن اتّخذ فسيخرج الأمر به من طهران من عند الخامنئي الذي سيكتفي بالتذكير بأنّ «قرار الحرب والسلم في يده» وتبّاً للشعب اللبناني ودولته ولهذا الوطن الذي سيتم تدميره عن بكرة أبيه هذه المرّة!!

اللافت أن المندوبين والسفراء الديبلوماسيّين أو القيادات السياسيّة تعرف أنّ حكومتنا وإن كانت تتظاهر بأننا بات لدينا دولة، فإنها تبعد عنها هذا الكأس على اعتبار أننا لا يعنينا ما يفعله أو سيفعله حزب الله!! وفي هذا السلامة خصوصاً أننا نتفادى النظر إلى كل الخلافات الحقيقية الكبرى التي اتفق الجميع على وضعها جانباً!

«نحن أبناء أمة حزب الله التي نصرالله طليعتها في إيران وأّسّست نواة دولة الإسلام المركزية في العالم. نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة وعادلة تتمثل بالولي الفقيه. ويتولّى كل واحد منا مهمّته الجهاديّة وفقاً لتكليفه الشرعي في إطار العمل بولاية الفقيه القائد» [البيان التأسيسي لحزب الله في شباط العام 1985 ـ جريدة السفير 17 شباط 1985]،

ومهما فعلنا أو اعترضنا أو رفعنا الصوت فالمرشد علي الخامنئي هو الآمر الناهي في شأن لبنان، وبيده قرار الحرب والسلم، وبلدنا مجرد ساحة تخيّل فيها إيران كيفما ارتأت حتى لو رفض اللبنانيون هذا الاحتلال الإيراني المقنّع الذي أوصل إيران إلى البحر المتوسط والحدود الإسرائيليّة، والقرارات «الترامبيّة» المقبلة بشأن إيران ستعيدنا إلى العام 2006، مع فارق بسيط أننا نعلم ما سيحدث، لكن الذين سيأخذون لبنان إلى الحرب لا يعلمون ماذا يفعلون!!

إن أفضل ما يقال أمام التهديدات الخطرة المحيطة بلبنان، إن أفضل ما يقال رداً على التهديدات التي تلقاها لبنان هو كلام للنائب نهاد المشنوق قاله في النصف الأوّل من كانون الأول عام 2013 عندما رأى أنه حان الوقت للدّعوة لمقاومة الاحتلال الإيراني».

ميرڤت سيوفي