IMLebanon

العقدة العونية

لقاء البطريرك الماروني مار بشارة الراعي ورئيس حزب «المستقبل» سعد الحريري في روما أمس الأول، حسم موضوع التمديد لمجلس النواب اللبناني، ولم ينجح في حسم موضوع الانتخابات الرئاسية رغم أن الاثنين تكلما بلغة واحدة، وفق ما صرح به الكاردينال الراعي بعد الاجتماع، والسبب مردّه الى أن رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون ما زال على موقفه من هذا الموضوع، وهو لا انتخابات رئاسية إلا إذا توافقت كل الكتل النيابية على شخصه باعتباره الأكثر تمثيلاً عند المسيحيين الذين يطالبون برئيس قوي يزيل حالة الاحباط التي يعيشونها، بسبب سياسة التهميش التي تستهدف وجودهم في لبنان. فالرئيس الضعيف الذي لا ينطلق من حيثية تمثيلية في بيئته المسيحية التي ينطلق من خلالها الى رحاب الوطن عموماً لا يجوز بالنسبة للنائب عون و«جماعته» في التيار الوطني الحر أن ينتخب رئيساً للبنان خصوصاً أنه من الطائف حتى اليوم هناك حالات كثيرة، من قضم الحقوق الطبيعية للمسيحيين، وهو، أي التيار، لن يسمح باستمرار هذا الواقع الذي ساهم حسب رأيهم في تغليب فئة دون أخرى بحيث ولّد عند المسيحيين عموماً نوع من الإحباط ودفعهم الى اليأس والهجرة.

طبعاً هذا الموقف لرئيس التيار الوطني الحر ليس بجديد فهو أعلنه منذ أن فتح ملف الاستحقاق الرئاسي قبل أكثر من أربعة أشهر وبعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان ويردده في كل لقاءاته واجتماعاته ومواقفه وهذا الموقف حال دون اجتماع القيادات المسيحية في بكركي برئاسة الكاردينال الراعي والاتفاق على رئيس للجمهورية يكون مقبولاً من كل الأطراف ولا سيما من طرف المسلمين ويراعي في وجوده على رأس الدولة لعبة التوازن والتكامل الطائفي والمذهبي في لبنان وذلك بالرغم من النداءات المتكررة للكاردينال الراعي للقيادات المسيحية ودعوتهم الى التلاقي والتفاهم على رئيس للجمهورية، لأن البلد ذاهب الى الانهيار في ظل الوضع القائم.

والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هل يعتقد الكاردينال الماروني بأنه قادر على إقناع النائب عون بسحب ترشيحه لمصلحة رئيس توافقي أم أن صرخته ستظل في وادٍ ولن تصل أصداؤها الى رئيس التيار البرتقالي الذي ما زال يعيش وهم أكثريته التمثيلية عند المسيحيين، علماً بأن الاحصاءات المتعددة تساوي بينه وبين رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي استجاب لرغبة البطريرك الماروني وأعلن استعداده لسحب ترشيحه في حال قبل النائب عون بسحب ترشيحه إيضاً وإعلان قبوله بمرشح ثالث توافقي يعيد الاعتبار للكرسي المفقود وللرأي العام المسيحي غير القابل بأن تبقى هذه الكرسي فارغة، وتبقى قياداتهم تتقاتل وتتجادل حول جنس الملائكة.

وإذا كان النائب عون يعتقد بأنه الأكثر تمثيلاً، فليترك الأمر لمجلس النواب لينتخب من يراه مناسباً لملء الفراغ في رئاسة الجمهورية بعدما أصبح متعذراً عليه الحصول على تأييد الفريق الأكبر من اللبنانيين مسيحيين ومسلمين، إذا كان فعلاً حريصاً على حقوق ومصالح مسيحيي لبنان، لا أن يبقي الفراغ في الرئاسة الأولى على حساب المسيحيين ورصيدهم وحتى وجودهم.