IMLebanon

المسألة الفلسطينية هي القضية الاساسية

تتوضح الصورة يوما بعد يوم كيف ان الصهيونية تريد بناء دولة يهودية وتمارس الظلم والقهر على الفلسطينيين سواء في اراضي 1948 ام في اراضي 1967، اي على مدى فلسطين المحتلة كلها. ومع ذلك، يتفرج العالم على هذا الظلم والقهر دون ان ينتفض ودون ان يتحرك من اجل حقوق الانسان لا بل حقوق شعب بكامله، تم سلب حقوقه وتهجيره وجعله يعيش في مخيمات 70 سنة، اضافة الى القهر تحت الاحتلال الاسرائيلي.

الصهيونية تريد دولة يهودية بكل معنى الكلمة وتريد تهجير الفلسطينيين من اراضي 1948، وتريد السيطرة على القدس كلها وجعلها يهودية، وعدم احترام المقدسات فيها، تماما كما تفعل في بيت لحم حيث كنيسة القيامة، مهد المسيح، كذلك كما تفعل في القدس حيث تقوم بتهويد المدينة وتهجير الفلسطينيين اضافة الى توسيع رقعة الاستيطان في الضفة الغربية، حتى باتت مسألة الدولتين، دولة يهودية ودولة فلسطينية، غير قائمة لان الاستيطان ابتلع الضفة الغربية اضافة الى الجدار الفاصل الذي فصل القرى عن بعضها والمدن الفلسطينية عن بعضها وجعل المستوطنات هي الاساس في الضفة الغربية، واذا تحدثنا عن الضفة الغربية لا ننسى غزة المحاصرة، جوا وبرا وبحرا، ولا ننسى كيف ان اسرائيل قتلت 2000 شهيد في حرب غزة وكيف انها جرحت 10 الاف جريح ايضا في حرب غزة.

واذا كنا ننظر الى الواقع الحالي بتشائم فاننا ننظر بأمل الى المستقبل، فالمقاومة هي الامل وهي التي حررت جنوب لبنان من الاحتلال الاسرائيلي، وهي التي ألحقت الهزيمة بجيش العدوان الاسرائيلي سنة 2006، وهي مشروع بالنسبة الينا لا يقف عند الحاق الهزيمة بالعدو الاسرائيلي بل هو تيار روحي وفكري وقومي ووطني سيؤدي في المستقبل الى زيادة المقاومة وجعلها حركة تحرير فلسطين كلها، ولو اننا نتحدث عن مشروع حرب اجيال، الا اننا واثقون من ان حركة المقاومة بروحيتها والزخم الذي زرعته في نفوس شعبها، سيكون له اثر كبير لحرب الاجيال من اجل تحرير فلسطين كلها من النهر الى البحر، وكما اغتصبت اسرائيل فلسطين في مخطط مع السلطنة العثمانية وسايكس بيكو، ودول الغرب ومارست كل نفوذها لاغتصاب فلسطين ستكون لنا نحن القدرة العسكرية والروحية الوطنية القومية لاسترجاع فلسطين. فها هي الاجيال التي عمرها 18 سنة اليوم في فلسطين تقاتل اكثر مما قاتلت الاجيال الفلسطينية سنة 1936 و1948 وغيرها.

ان الجهاد يزداد في فلسطين ونحن نتكل على شعبنا الفلسطيني، لا بل نتكل على كل شعبنا، من اجل المقاومة ومن اجل تحرير فلسطين، هؤلاء الابطال الذين يقاومون بالصدر الحي وبالسكاكين بنادق العدو الاسرائيلي وكل ظلمه وعدوانه هم الضوء الذي ينير طريقنا ويؤكد لنا ان شعبنا في فلسطين وفي لبنان وفي سوريا وفي الاردن وعلى مدى المشرق العربي سيحرر فلسطين ولن يتراجع عن هذا الشعور ولن يتراجع عن هذا المبدأ مهما كانت التضحيات، وما هي التضحيات اكثر من التضحية بالروح وبالحياة متى كان الاستشهاد طريقا للحياة وطريقا لوقفة العز في الحياة؟.

بعد حرب 2006، خطط العدو الاسرائيلي لضرب سوريا وخلق الفتنة فيها، وذلك من اجل ضرب ظهر المقاومة لان المقاومة هي الاساس المباشر في المواجهة مع العدو الاسرائيلي، ولانها جاهزة دائما للقتال في وجه العدو الاسرائيلي ولانها تتسلح بالصواريخ والعتاد كي تضرب العدو الاسرائيلي ولان ارواح شبابها وروحية المقاومة بكاملها هي الخزان الكبير والمخزون الحقيقي لشعبنا حيث تتجسد البطولة ولقد تجسدت سنة 2006 وان الزمان الآتي سيعطينا اشارات كثيرة عند تجسيد المقاومة بقوة ضد العدو الاسرائيلي ليس لردعه فقط، وليس لالحاق الهزيمة به، بل اشارات تعطي على ان فلسطين ستتحرر يوما من الايام مهما طال الزمان.

لقد انتفضت المقاومة وحاربت في سوريا ضد المؤامرة ولم تنتظر ان تأتي المؤامرة اليها، بل ذهبت الى مهد المؤامرة حيث الصهيونية -الاميركية عملت كل جهادها من اجل ضرب ظهر المقاومة ومنع عنها التسلح ومنع عنها الخزان البشري الاحتياطي القومي وقطع الطريق ما بين المقاومة وشعبنا، لكن المؤامرة فشلت في سوريا، وحارب حزب الله ببطولة فوق العادة، وقدم الشهداء تلو الشهداء في وجه الارهابيين والتكفيريين الذين جاءت بهم الدول المتآمرة مثل تركيا وقطر والسعودية واميركا ودول اخرى، وارسلتهم الينا من اجل خلق فتنة كبيرة في سوريا، لكن المقاومة كانت بالمرصاد، واستطاعت تحضير انجازات في سوريا ضخمة جدا، الى جانب الجيش العربي السوري.

نحن قضيتنا هي قضية فلسطين، ومن يقاتل من اجل فلسطين نحن معه، اما الارهابيون والتكفيريون فهم حلفاء اسرائيل وهم يهود الداخل، ومهما فعل الارهابيون من احلاف مع الغرب وتركيا وقطر واسرائيل فلن يستطيعوا قهر شعبنا لان ارادتنا بالصمود اقوى من مخططات اعدائنا في الداخل والخارج،اقوى من الصهيونية واقوى من الارهابيين، والدليل على ذلك ان كل يوم يمر يؤكد لنا ان صمودنا هو الذي اسقط المؤامرة في سوريا وهو الذي سيجعل من المقاومة قوة ضاربة قاتلت بشراسة في سوريا، وستقاتل بشراسة اكبر انشاء الله في الجليل المحتل وفي ارض فلسطين.

وعلى كل حال، ان شعبنا الفلسطيني الذي ينتفض مرة ثالثة اليوم، ولا يهتم به الغرب، ويأتي جون كيري وزير خارجية اميركا ليجتمع مع نتنياهو ولا يجتمع مع ابو مازن وهذا اكبر دليل على القهر الاميركي للشعب الفلسطيني.

ثم ان ابو مازن هو من الجماعة التي ارتكبت الخيانة عندما وقع اتفاق اوسلو واكبر الويلات على بلادها، هو اتفاق اوسلو، فهو تكملة لكمب ديفيد وتكملة لاتفاق وادي عربة وتكملة للتطبيع السري بين دول الخليج واسرائيل ودول عربية كثيرة واسرائيل، باستثناء محور الممانعة والمقاومة الذي رأس حربته حزب الله، والمقاومة اللبنانية.

نحن نرفع رأسنا اليوم، ونحن نعتزّ بتضحيات المقاومة وببطولاتها في كل مكان وجدت فيها، لانها تسجل دائما البطولات والانتصارات، والذين ينتقدونها لا يفهمون المعركة الحقيقية مع الصهيونية، بل هم اما متآمرون او هواة سياسة، لا يعرفون التاريخ وحجم المؤامرة علينا.