IMLebanon

الحشد الشعبي في العراق و«حزب الله» في لبنان  

مع التقدم الملحوظ الذي أحرزه حزب الله في جرود عرسال توالت ردود الفعل على العملية العسكرية الواسعة، فدعا النائب عن كتلة التغيير والاصلاح زياد اسود الى محاكمة منتقدي العملية واصفاً اياهم بالأبواق المأجورة.

التصريح عنيف جداً، وقد يُفهم حماس النائب أسود لكن ليس الى درجة ضيق صدره.

في الحقيقة فقد تمركز ارهاب جبهة النصرة في جرود عرسال لسنوات وانشأت هذه المنظمة بنية تحتية واستحكامات وخنادق وسراديب مستفيدة من الوضع الجغرافي والسكاني للمنطقة ومن دعم خارجي مالي بمبالغ لا تصدق.

وجود النصرة غير الشرعي

بالطبع لم يكن هذا الوجود العسكري شرعياً، بمعنى أنه كان بمثابة احتلال لأرض لبنانية، بل كانت أحياناً قاعدة لتنفيذ عدد من الاعتداءات ضد اللبنانيين سواء بالخطف واحتجاز رهائن او بالقصف او الانتحار، عبر العمليات الانتحارية وتحولت الجرود الى قاعدة عمليات انذرت بالتمدد على الأقل عبر خلايا نائمة، فكان لا بد من انتهاء هذا الوضع الشاذ.

هنا ينبغي الاشارة الى دور الجيش اللبناني وهو دور فعال بامكانيات متواضعة اذ منع تمدد هذا التنظيم الى مناطق أخرى ويمكن القول إنه كان له الفضل الكبير في حصر تحركات جبهة النصرة في الجرود.

الجيش اللبناني

وظل العين الساهرة بتضحيات كبيرة على الوضع الأمني مانعاً بهذا الشكل او ذاك حصول فتن مذهبية او عشائرية

لكنه ولأسباب مختلفة تجنب الخوض في معارك بالجرود حتى جاء قرار حزب الله.

سئل قيادي في تيار المستقبل عن موقفه من المعارك الدائرة في تلك المنطقة فاعتبر ان جبهة النصرة وهي ميليشيا تقاتل ميليشيا أخرى وهي حزب الله. أما أطراف أخرى فأيدت الحزب وقارن البعض بينه وبين الحشد الشعبي الذي حارب لتحرير الموصل من داعش

الحشد الشعبي

فالحشد الشعبي هو مؤسسة شيعية اذا صح التعبير، موازية للجيش العراقي ومعترف بها رسميا.

ليس صدفة تحرك الحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان، فقد ترافق مع ظروف اقليمية ودولية خاصة الاتفاق الروسي الأميركي.

ظهر موقف دولي بضرورة انهاء داعش والنصرة، او على الأقل تحجيمها بانتظار تسوية الازمة السورية، وعلى رغم اعتراف إسرائيل بتقديم الدعم الي النصرة سواء أكان طبيا او لوجستياً، فهي لم تحرك ساكناً في معركة الجرود مما يؤكد وجود قرار دولي بطرد النصرة من الجرود، وقد استفاد الطيران الحربي السوري من القرار المذكور لينفذ طلعات جوية مكثفة.

ماذا بعد؟

ولكن ماذا بعد؟

الأنظار اليوم تتجه الى الجيش اللبناني واحتمال انتشاره في الجرود وتسلم جميع المواقع من حزب الله.

ما ستشهده الأيام المقبلة سيشكل اختباراً ليس للنوايا، بل لمدى جدية الحزب في تسليم المواقع للجيش اللبناني وأغلب الظن أنه سيفعل، في حال تأكد اعطاءه ضوءا أخضر دولياً لاقتحام جرود عرسال وطرد النصرة.