IMLebanon

الصوت التفضيلي يضيّق على زحلة وقضائها

بدأت القوى السياسية في مدينة زحلة وقضائها على مختلف مشاربها وتنوعها وانتماءاتها، بالتحضير للمعركة الانتخابية القادمة في ربيع2018، والتي ستختلف عن سابقاتها، وستفتح مجالاً لحراك سياسي انتخابي واسع في المدينة والقضاء، فمنذ اقرار القانون الذي كانت بعض القوى السياسية تراهن على عدم اقراره فوجئت بالتضييق الكبير الذي سيفرضه الصوت التفضيلي في المدينة وخارجها، فزمن اللوائح المعلّبة والمحادل ولّى، وان كانت التحالفات السياسية ستفرض لوائح قوية، ومتوسطة، وصغيرة، ولكن يبقى الصوت التفضيلي هو الاساس لنجاح اي مرشح تجاوز «العتبة»، وعليه بحسب مصادر متابعة للعملية الانتخابية فان كثيراً من المرشحين سيبدأون نشاطهم من خلال الاسراع باعلان ترشحهم اعلامياً مستبقين فتح باب الترشح رسمياً، واطلاق ماكيناتهم الانتخابية للتحضير للمعركة الاولية وهي التحالفات ورسم صورة واضحة للوائح، والتي بلا شك ستبصر النور قبل اشهر على عكس الانتخابات السابقة التي كانت تجري وفق قوانين اكثرية.

وبدأت الدوائر لدى كل فريق سياسي، وفي مراكز القرار بدراسة عدد الاصوات، وعدد المقترعين، ولوائح الشطب، لان القانون النسبي سيعطي كل القوى الحزبية احقية التمثيل، وخرجت معادلات انتخابية للنتائج ومن دون النقاش فيها، وعلى سبيل المثال ونقلاً عن مصدر مقرب لفريق سياسي في لبنان ان المقعد الشيعي في دائرة زحلة سيكون حكماً من حصة الثنائي الشيعي، حتى ولو لم يكن حزبيا، لكنه سيحظى بدعمهما اذا تم التوافق عليه، لان القوة التجيرية للصوت التفضيلي عندهما لا يمكن لاي قوة سياسية بان تغامر بتجيير اصوات من حصة مرشحها، الى اي مرشح شيعي من خارج تفاهم حزب الله وحركة امل، وعلى عكس بعض المقاعد التي بالامكان الامساك بها وليس من دونها صعوبات على سبيل المثال المرشح الارمني.

وبدأت انطلاقا من هذه المعادلات الرقمية الماكينات الانتخابية تدرس بدقة الصوت التفضيلي عندها وقدرتها على ايصال مرشحها الى الندوة البرلمانية ومن بعده توزيع اصواتها التفضيلية على باقي المرشحين الحلفاء او المقربين.

ومن هنا تشير المصادر الى مشكلة الصوت المسيحي في المدينة الذي سيتشتت بين المرجعيات المتعددة، تبدأ من التيار الوطني الحر، والقوات اللبنانية والنائب نقولا فتوش، ومريام سكاف، وسيزار معلوف وبعض المستقلين، على عكس الثنائي الشيعي، وتيار المستقبل وهذا بحد ذاته سيعطي دفعاً لكل المرشحين في المدينة، في الفترة المتبقية التي تفصلنا عن موعد الانتخابات النيابية المقبلة، لتتحول بدورها الى مساحة زمنية للتسابق على كسب ودّ الشارع الزحلي.

هذه الصورة هي الانطباع الاولي بعد اقرار القانون التي عبرت ميريام سكاف من خلال تغريدة لها قائلة: «نحتاج لكل فصل الصيف لكي نستوعب القانون» مما يدلل ان كل الحسابات السياسية اختلفت عن الفترات السابقة، لان الصوت التفضيلي سيعرّي قوى سياسية وشخصيات وزارية ونيابية، وحزبية، وسيسحب الهواء من الاحجام المنتفحة التي ظنت نفسها بان حجمها الحالي طبيعي ويعبّر عن حضورها الشعبي.

وختمت الاوساط المتابعة، بقولها: «ما من شك ان القانون الجديد سيريح الحياة السياسية في لبنان ويفتح ساحة واسعة من الطمأنينة، والاستقرار بعيداً عن «كليشهات» المظلومية المعتادة وسيعطي القدرة لكل القوى السياسية ان تنجح وتنظم نفسها لخوض غمار الحياة السياسية البرلمانية.