IMLebanon

العملية النوعية للمخابرات في عرسال احبطت خطة «داعش»

تستغرب بعض الاوساط كيف لم يأكل اللبنانيون بعضهم بعضا حتى الآن ولم ينجرفوا الى اشعال حرب اهلية، هم في الاساس لم يخرجوا من تداعياتها اثر اقتتالهم عسكريا في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، بعدما تحولت «العصفورية» اللبنانية الى غابة ولكن ليس لها شريعتها في ظل  اهتراء سياسي عز نظيره حيث مجلس النواب معلّق والحكومة مشلولة ولا جلسات لها في الافق المنظور على خلفية الخلافات حول جنس ملائكة القانون الانتخابي حيث تتناطح القوانين بين بعضها البعض من الاكثري الى النسبي وصولا الى التأهيلي الذي لم يبصر النور وكذلك المشروع الذي طرحه «الحزب التقدمي الاشتراكي» واعتبر «مضيعة للوقت» في ظل اصرار «حزب الله» على النسبية الكاملة وفي انتظار «ارنب» رئىس مجلس النواب نبيه بري الذي لم يخرجه من كمه املا في ان يأخذ الطرح الجنبلاطي مداه، وفي الوقت الذي بقّ فيه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي البحصة مطالبا بالعودة الى القانون النافذ اي الستين منعا للفراغ القاتل يبدو ان المعنيين يريدون الحفاظ على التركيبة السياسية الراهنة بدل الوصول الى قانون جديد يعيد انتاج تداول السلطة، متجاهلين الحرائق في المحيط وطوفان النزوح السوري الذي يخبئ في مخيماته مفاجآت سوداوية ناهيك باللغم الاكبر المتمثل في مجريات مخيم «عين الحلوة» الذي يجنح نحو اقامة امارة اسلامية داعشية ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام والاسئلة حول مصير البلد الصغير المهدّد في كيانه وكينونته وسط السياسية الاميركية الخارجية الغامضة واهدافها في المنطقة من ادناها الى اقصاها.

وتضيف الاوساط انه وفق المعروف ان ثمة قرار دولي في الحفاظ على الاستقرار ولو بالحد النسبي الادنى وربما هذا الامر يحول دون الانزلاق الى حرب اهلية، ولكن ماذا لو انحسرت المظلة الدولية عن لبنان في ظل الاستضافة الاميركي على فرض عقوبات على لبنان عبر مشروع يسعى الكونغرس الاميركية الى انجازه على خلفية تجفيف المصادر المالية «لحزب الله» وهذا ما يقلق رئىس الجمهورية العماد ميشال عون الذي حذر من اضراره وتداعياته وفي ظل الصورة

السوداوية التي تحيط بالرقعة المحلية يبدو ان اللاعبين السياسيين في واد والجيش اللبناني في واد آخر وهذا من حسن الاقدار فإعلان قائد الجيش العماد جوزف عون اثر توليه القيادة وقيامه بجولات على الوحدات العسكرية في اكثر من منطقة «انه لن يكون للارهاب مكان على الارض اللبنانية»، وترجمت العملية النوعية لمديرية المخابرات في عرسال كلام العماد عون بالفعل اذا نجحت وحدة من القوة الضاربة في المديرية ليل الجمعة في قتل امير القلمون في تنظيم «داعش» علاء الحلبي الملقب «بالمليص» والقاء القبض على 10 ارهابيين سيقوا للتحقيق معهم عرف منهم وائل الفليطي وشقيقاه حسين ومحمود، والمذكور يعتبر اليد اليمنى لوالي القلمون الذي قتل في العملية المذكورة.

وتشير الاوساط الى ان انتقال «المليص» الى عرسال فيصب في خانة التحضير لعملية كان «داعش» يسعى فيها الى توسيع سيطرته والحلول في مواقع «جبهة النصرة» في  الجرود وعلى تخوم عرسال اثر المساعي التي تقوم فيها قوى اقليمية لاخلاء مقاتلي «النصرة» وانتقالهم الى ادلب كما حصل في الزبداني ومضايا والوعر في حمص وكفريا والفوعة، بموازاة تعليمات ابو بكر البغدادي الخليفة المزعوم لمقاتليه في ظل تضعضعهم في سوريا والعراق بالانتقال عبر البادية السورية الى منطقة القلمون وجرود عرسال التي تعتبر قاعدة لوجستية مهمة للتكفيريين وان المهمة التي اوكلت الى «المليص» كانت تحضير الارضية المطلوبة لذلك تمهيداً لفتح الجبهة اللبنانية انطلاقاً من عرسال في التوقيت المناسب وسط الفوضى السياسية التي يعتبرها «داعش» النافذة المتاحة له للضرب في الخاصرة الرخوة.