IMLebanon

مخاطر آلة السلطة  في يد ترامب

أميركا تدخل اليوم، ومعها العالم، مرحلة اللايقين بدخول الرئيس دونالد ترامب الى البيت الأبيض. أقل ما يوصف به من وصل الى أقوى منصب في العالم هو انه لا يمكن ضبطه ولا التنبّؤ بما يقوله ويفعله. وأبسط ما يتم التعبير عنه هو القلق حيال المعلوم والخوف من المجهول في سيناريو رئاسته. ففي تاريخ هوليوود كثير من الأفلام الكوميدية والدرامية أبطالها رؤساء خياليون غريبو الأطوار في البيت الأبيض. لكن الواقع اليوم أشدّ غرابة من الخيال. قطب عقارات وكازينوهات لا يعرف من أميركا والعالم سوى الصفقات توضع في يده آلة السلطة في القوة الأعظم. وثور هائج يدخل مخزن خزف صيني، حسب المثل الشهير، وهذه المرة ليتولى ادارته.

ذلك ان مواقف ترامب خلال الحملة الانتخابية وبعدها كانت ولا تزال ترتفع وتهبط وتتغيّر حسب الحاجة. خلال الحملة هاجم منافسه الجمهوري السناتور تيد كروز بسبب علاقته مع مصرف غولدمان ساخس، ومنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بسبب إلقائها في الوول ستريت خطبا مدفوعة الثمن من المصارف وبينها غولدمان ساخس. بعد الفوز بالرئاسة اختار ستة شركاء غولدمان ساخس وموظفيه الكبار لشغل مناصب مهمة جدا في الادارة وأولهم ستيفن منوتشين كوزير للخزانة. وهذا ما سمته النيويورك تايمس عودة حكومة غولدمان ساخس بعد ثماني سنوات من البرية السياسية ودوره في الأزمة المالية والاقتصادية.

لكنه ثبت حتى الآن، على إلغاء برنامج أوباما كير. كذلك على التشدّد مع الصين وايران، والانفتاح على روسيا والرئيس فلاديمير بوتين الذكي جدا والقائد القوي جدا، والتزام ممارسة الفيتو في مجلس الأمن ضد أي مشروع قرار ينتقد اسرائيل والتلويح بنقل السفارة الأميركية الى القدس.

وكل موقف يثير أزمات ومشكلات. التشدّد مع الصين يهدّد بحرب تجارية وصدام عسكري في بحر الصين. الوعد بتمزيق الاتفاق النووي مع ايران أو معاودة التفاوض اصطدم برفض طهران فتح أي باب للتفاوض والتهديد بالعودة لإكمال المشروع النووي. الانفتاح على روسيا أخاف حلفاء أميركا في أوروبا من تفكيك الناتو، بحيث حذر الوكيل السابق للخارجية الأميركية وليم بيرنز من ان بوتين يؤمن بأن استعادة مكانة القوة العظمى لروسيا هي على حساب النظام الذي قادته أميركا، وخصوصا في أوروبا وأيضا في الشرق الأوسط. وليس بين رؤساء أميركا من نفّذ نقل السفارة الى القدس، وان وعد بالأمر خلال الحملة، خوفا من العواقب.

ومن المفارقات ان الخائفين من مواقف ترامب يتّكلون على مواقف مختلفة لوزيري الخارجية والدفاع.