IMLebanon

موسم الزيارات العربية  الى البيت الأبيض

ليس من السهل تغطية العطب في ادارة الرئيس دونالد ترامب. ولا شيء يحجب لعنة الروس التي تضرب الرئاسة الجديدة على طريقة لعنة الفراعنة. فالتحقيقات التي تدار في الكونغرس والأجهزة الأمنية حول اتصالات أعضاء بارزين في حملة ترامب وادارته بالروس تبدو من النوع الذي يحدث في نهاية العهود لا في بدايتها. ولا أحد يعرف عدد الرؤوس التي يمكن أن تسقط بعد رأس المستشار السابق للأمن القومي الجنرال مايكل فلين.

لكن هذا لم يؤثر في الموسم المزدهر للزيارات العربية الى البيت الأبيض. وهو موسم دشنه الملك عبدالله الثاني وولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان. والدور الآن للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ثم للملك الأردني ثانية وللرئيس الفلسطيني محمود عباس وآخرين. واذا كانت الأولوية عند ترامب هي للحرب على الارهاب، فان ما يتقدم عليها عند ضيوفه العرب هو قضية فلسطين وطرح التسوية تحت عنوان حلّ الدولتين.

وما أكثر الفصول في دفتر العلاقات المصرية – الأميركية. وهي ليست مقتصرة على المساعدات العسكرية السنوية منذ معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر واسرائيل. ففي السنوات الأخيرة من رئاسته توقف حسني مبارك عن زياراته السنوية الى البيت الأبيض. حتى عندما جاء الرئيس باراك أوباما الى مصر في مطلع عهده وألقى خطابه الشهير في جامعة القاهرة، فان مبارك لم يستمع الى الخطاب بين الحضور. وحين تنحّى مبارك عن الرئاسة بعدما طالبه أوباما بالرحيل وأبلغه الجيش ان اللعبة انتهت، فان رهان الرئيس السابق على الإخوان المسلمين كما على ما هو أكثر من الاتفاق النووي مع ايران كان تعبيرا عن استراتيجية أميركية جديدة.

وهي استراتيجية فشلت، لكنها قادت بدربها الى علاقات باردة جدا مع السيسي بعد ازاحة مرسي، وأحيانا الى وقف صفقات مهمة لمصر.

ومن الطبيعي أن يرى ترامب في السيسي حليفا مهمّا في محاربة الارهاب، ومرشحا لدور في سياسة الحدّ من النفوذ الايراني في المنطقة. فضلا عن اعادة فتح الباب للتفاوض بين السلطة الفلسطينية واسرائيل. لكن ترامب يرى الحرب على الارهاب من منظار ضيّق هو ضرب داعش والنصرة. والدروس المكتوبة على الجدار في المنطقة هي ان عزل محاربة الارهاب عن أسبابه وعن المآسي التي تضرب العرب ليس سوى وصفة لولادة ارهاب أخطر وأشدّ تطرّفا.

والمشكلة ان زوار البيت الأبيض يبحثون عن سياسة خارجية أميركية ليست ناضجة بعد في ادارة ترامب.