IMLebanon

زيارة الشام لوزراء 8 آذار «مباركة» من عون والحريري

موسم «النزول عن شجرة» العنتريات والتنصل من المواقف العالية وإدعاء السيادة والحرية والاستقلال و«تحرير» الشعب السوري من «نظام الاسد»، بدأ في صفوف ما تبقى من 14 آذار وداخل البيت الازرق الذي «يتقاسمه» اليوم جناحا الرئيس سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة. ويبدو ان جناح «العقلانية» والواقعية والاعتدال والبحث وراء المصالح بدأ ينتصر اي ان جناح الحريري سعد ونادر حسم خيار «الاستدارة» نحو سوريا برئاسة الرئيس بشار الاسد وتحت «ستار» إعادة إعمار سوريا. وتؤكد شخصية رفيعة المستوى في 8 آذار وجود معلومات موثوقة عن وجود نصائح من رجال اعمال لبنانيين واصحاب شركات وتعهدات كبيرة في لبنان والخليج واوروبا للرئيس الحريري بوجوب «الاستدارة» نحو سوريا والاستفادة من مناخ التحضير لمرحلة ما بعد انتهاء الحرب على سوريا وانتصار الشعب والجيش والنظام السوري على الارهاب وبدء مرحلة الاعمار، التي تشهد إقبالاً من شركات صينية وروسية وايرانية وشركات مقربة من حزب الله. وحتى يتردد ان شركات تابعة لاحد النافذين في السعودية تسعى الى دور «تنموي» في سوريا الجديدة المنتصرة.  وتشير الشخصية البارزة في 8 آذار الى ان القيادة السورية لا تقفل الباب امام «عودة الحريري» كشريك لبناني في الحكومة وكبوابة سعودية الى سوريا، ولكن من خلال «ممر الزامي» يمر عبر قناة حزب الله وبوابة حارة حريك. ومن منطلق الواقعية السياسية ومنظومة المصالح الاقتصادية، تؤكد الشخصية وجود تواصل غير مباشر بين الحريري والحكومة السورية وعبر قنوات حكومية من البلدين وكذلك بين رجال اعمال سوريين وسعوديين ولبنانيين في احدى دول الخليج. وتلمح الشخصية الى ان زيارة وزراء 8 آذار : وزير الصناعة حسين الحاج حسن والزراعة غازي زعيتر عن حزب الله وامل ووزير الاشغال العامة يوسف فنيانوس عن تيار المردة تمت بتغطية مباشرة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبموافقة «شفوية» من الحريري. وهذه الزيارة ستكون فاتحة عودة العلاقات الى طبيعتها وتطبيع العلاقات وفق الاصول وبشكل كامل ولو تدريجيا، وستكون اولى الخطوات تزخيم الاتفاقات الاقتصادية والتجارية وتنشيط خطوط التزانزيت وربما اعادة خط العراق – سوريا- لبنان وكذلك خط عمان – دمشق – بيروت لتصدير الانتاج الزراعي البناني الى الاردن والعراق.  كما يتوقع ان يعين لبنان سفيرا جديدا له في سوريا خلال شهر وهو امر لم يبت نهائيا وتجري دراسته حاليا.

وفي الجانب السياسي تشير الشخصية الى ان الحريري بات مقتنعا ان زمن الحلول في المنطقة آن آوانه. وها هي السعودية تتراجع تدريجيا عن «معاركها» المتعددة في المنطقة من اليمن الى النزاع مع ايران والوساطة العراقية بين الرياض وطهران الى الاقرار السعودي في وسائل اعلام الرياض وفي «المجالس» الخاصة بسقوط كل مشاريع السعودية في المنطقة وخصوصا سوريا بالاضافة الى تحميل ما يسمى «المعارضة السورية» مسؤولية التخاذل والفشل، يزاد عليه عدم رغبة الاميركيين بحسم الملف السوري عسكريا نظرا لكلفته الباهظة ونتائجه غير المضمونة. لذلك يعتبر الحريري ان اي استدارة اقتصادية وسياسية نحو سوريا تتطلب العلاقة الجيدة مع حزب الله وان عودة العلاقات الطيبة بين بيت الوسط وحارة حريك، تفترض لقاء الحريري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وهو امر ليس مستبعداً من حيث المبدأ. ولكن يبدو وفق الشخصية رفيعة المستوى في 8 آذار ان ظروفه النهائية لم تنضج بعد ويلزمه بعض الترتيبات والاجراءات التي لم تكتمل حتى الساعة. وربما نكون امام فترة زمنية قبل بلورة المشهد وانتظار نتائج زيارة دمشق للوزراء الثلاثة والتي ستكون انعكاساتها فورية على اكثر من مستوى.