IMLebanon

ولى زمن ديغول وميتران وشيراك زحمة الزوار الرئاسيين الفرنسيين  

لافت هذا الإقبال على لبنان من المرشحين الى الرئاسة الفرنسية الذين يجدون أن زيارة لبنان باتت عنصراً مؤثراً في المعركة الإنتخابية. فمن المعلوم أن هناك جاذبين يستدرجان السيّدة مارين لوبان، ومن سبقها ومن سيليها من زملائها المرشحين الذكور، الى بلدنا. أمّا الجاذب الأول فهو الوحدة الفرنسية المشاركة في قوة حفظ السلام الدولية على حدود لبنان الجنوبية مع فلسطين. وأما الجاذب الثاني فهو العدد غير القليل من اللبنانيين الذين يحملون الجنسية الفرنسية، وهؤلاء فريقان: الفريق الأول هم اللبنانيون حاملو الجنسية الفرنسية المقيمون في فرنسا، والثاني المقيمون في لبنان يضاف إليهم الفرنسيون الأصليون القاطنون في لبنان.

وعلى أهمية الجاذبين الواردين أعلاه هناك محطة بارزة ذات صلة بلبنان يمكن أن تشكل مادة أخذ ورد في المعركة الإنتخابية الرئاسية الفرنسية وهي مسألة النازحين السوريين المطروحة على نطاق واسع في الغرب عموماً، وفي فرنسا تحديداً، والتي يعاني منها لبنان معاناة كبيرة، وموجعة كذلك. مع ما يتفرع منها من مادة قد تكون ذات أهمية لدى بعض الأطراف الناخبة في اليمين الفرنسي هي ما كان يعرف سابقاً بـ»المسألة الشرقية» وما يقال اليوم انها «مصير المسيحيين المشرقيين»… والواقع أنها تتخذ جانباً من البحث والنقاش الإنتخابيين.

معروف أن ضيفتنا منذ أول من أمس مدام مارين لوبان تقود التيار الذي يمثل يمين اليمين. وهي تحظى بشعبية كبيرة لا يمكن انكارها إطلاقاً، إلاّ أنها عاجزة عن إيصالها الى قصر الإليزيه لأنّ، كما حدث في الدورة الإنتخابية الرئاسية الأولى قبل سبع سنوات، ستنال هذه المرة، أيضاً، الأكثرية ولكنها ليست تلك الأكثرية الضامنة وصولها الى الرئاسة، فتخوض الدورة الثانية حيث تواجه تكتلاً من اليمين واليمين المعتدل، والوسط، واليسار المعتدل، واليسار، ويسار اليسار من اشتراكيين وشيوعيين… أي ان الأضداد، الذين لا يجمع بينهم جامع، سيجتمعون ضدّ مدام لوبان و… سيكسرونها.

وفي المطلق فرنسا التي فتحت أجيال من اللبنانيين الأعين على حبها أو حتى على معاداتها لم تعد موجودة… كما إن لبنان الذي كان لم يعد موجوداً هو أيضاً. وقد لا نبالغ إذا زعمنا أنّ جاك شيراك (ونعرف المآخذ التي يسجلها كثيرون عليه) كان آخر الكبار. ومن جاءوا بعده نقول انهم عاديون، وأقل من عاديين، كي لا نستخدم التعابير الأخرى التي ربما إعتبرها البعض جارحة.

فقد ولى زمن شارل ديغول وهو يقف في وجه إسرائيل ويمنع عنها قطع غيار طائرات «الميراج» (أهم طائرات حربية وأكثرها فاعلية في تلك الأيام) إثر عدوانها على بيروت (1968) وقصف الطائرات في المطار.

وقد ولّى زمن فرانسوا ميتران يعلن  أن «شرف فرنسا» مرتبط بوصول الجنرال ميشال عون سالماً اليها، في بداية رحلة المنفى الطويل اثر محاولة واشنطن التعمية وتضليل المركب الذي كان يقلّه بحراً من الشاطىء اللبناني الى شاطىء مرسيليا الفرنسي.

وقد ولّى زمن جاك شيراك يأتي في الملمات، مرات عديدة، الى لبنان داعماً مانحاً حداً من القوة ولو معنوية.

وأهلا بالمرشحين الرئاسيين الفرنسيين الذين يشعروننا (أقلّه) إن لهذا البلد حداً من الحضور لايزال مفيداً.