IMLebanon

التفاهم بين عون والحريري يسهّل المهمة المستحيلة  

حاول بعض الإعلاميين إحراج الرئيس سعد الحريري خلال زيارته القاهرة بسؤال «خبيث» هل أنّ تزخيم العلاقات مع جمهورية مصر العربية في المجالات المختلفة خصوصاً في المجال الإقتصادي – التجاري، هو البديل عن العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي عموماً؟ طبعاً لم يعدم الحريري الجواب: فهذا يكمّل ذاك وليس بديلاً عنه… وإلاّ لكان على العلاقات بين الدول أن تقتصر على الثنائية وحسب.

وبين الخطابات والبيانات الرسمية والمقابلات الصحافية والتلفزيونية حفلت الأيام الثلاثة في القاهرة بنشاط غير معتاد، وكذلك بسلسلة إجتماعات رسمية ومع الفعاليات الدينية وسواها…

إن هذا كلّه دليل على أن في لبنان نمطاً آخر جديداً في عقلية الحكم وممارساته. ولقد سبق أن حفلت زيارة اليومين للرئيس العماد ميشال عون بنشاط مماثل. ما يؤكد على أنّ النية والتصميم هما شعار العهد رئيساً وحكومة اللذين يحرصان على عدم «إضاعة الوقت» في المهاترات والحزازات، وعدم التوقف عند من يرابط «على الكوع» ضارعاً الى اللّه أن يخطو رئيس الجمهورية خطوة ناقصة أو يتعثّر رئيس الحكومة بعبارة من هنا أو بكلمة من هناك.

وبالرغم من قول الرئيس ميشال عون، أمس، إن تركة سبع وعشرين سنة لا يمكن إزالتها في أسابيع أو أشهر قليلة، إلاّ أن هذا القول لا يعني تراخياً من جانبه أو تردداً من جانب الرئيس سعد الحريري… والعكس صحيح.

وفي التقدير أنّ الرئيسين يديران فعلاً «الأذن الطرشاء» التي دعوناهما ذات «شروق وغروب» الى أن يديراها إزاء المتربّصين شراً بهما شخصياً وبالمسيرة بالذات، وأيضاً إزاء الذين يعملون من الحبّة قبة ويبنون آمالاً عريضة (سلبية بالطبع) على زلّة لسان من هنا و»زحطة« من هناك.

ويبقى المقياس ما سيكون عليه الموقف اللبناني في قمّة عمان العربية. ولا نقول جديداً إذا قلنا إنّ هذه القمة هي المنعطف الذي ستترتب عليه نتائج مهمة يأمل المخلصون أن تكون إيجابية في مصلحة لبنان الذي لم يعد في مقدوره أن يتحمّل المزيد من المعاناة التي تنيخ بأثقالها عليه.

وعندما يقول الرئيس سعد الحريري إن الرئيس ميشال عون سيتحدث في القمة بإسم اللبنانيين جميعاً وسيعبّر عن أمانيهم  وطموحاتهم، فهذا مؤشر بالغ الوضوح الى أنّ الكلمة الرئاسية في القمة ستكون بالغة الأهمية إن لجهة إزالة الشوائب (أو ما تبقى منها) من العلاقات اللبنانية – الخليجية، أو لجهة التزام رئيس الجمهورية بثوابته السياسية. ويجب الإعتراف بصعوبة الجمع بين الأمرين… إلاّ أنّ عنصراً واحداً من شأنه أن يسهّل هذه المهمة ألا وهو التفاهم الصادق بين الرجلين. والمؤشرات المتوافرة، حتى الآن، توحي بكثير من الدلائل بأنّ هذا التفاهم قائم ومستمر ومرشّح لأن يرافقهما طويلاً.