IMLebanon

اجتمعوا ولم يفعلوا شيئاً عكار كانت خزّان الجيش.

اجتمعوا ولم يفعلوا شيئاً عكار كانت خزّان الجيش.

وأصبحت الآن معقل شلالات الشهداء.

هل هي صدفة عابرة، أن يستشهد جنديان من عكار، وتودّعهما المنطقة المنكوبة بضحاياها والأبطال، في عرس لبنان، لا في مأتم.

سؤال يتمتّع أصحابه بالبراءة:

لماذا، امتنعت السلطة، ولا يقول أحد الدولة عن دفع رواتب العسكريين.

وهل صدفة أيضا، أن تدفع الرواتب بمخرج هو أقرب الى الحيلة منه الى القانون؟

وهل هذا المخرج، هو الخروج من العيوب السياسية، الى العيوب الخُلقيّة.

… والدخول الى فتنة نفسية بعد الخوف من الفتنة المذهبية.

انها قصة كل يوم.

وليس عند السياسيين، قصة أفضل منها، لا للتسلية، ولا للمعالجة.

لأنهم لا يعالجون مشكلة، بل يثيرون كل يوم أزمة!!

***

كان أمس من أكثر الأيام، غزارة، لا في الأمطار، بل في المشاكل العابرة للقارات.

قبل نصف قرن وقف نيكيتا خروتشوف في الأمم المتحدة، وخلع حذاءه، وراح يعنّف الأميركان على أعمالهم في كوبا.

بعد نصف قرن تصالحت كوبا وأميركا، وما عجز عنه فيدل كاسترو في نهاية الخمسينات، حققه شقيقه راوول والرئيس الأميركي باراك أوباما.

لا الرأسمالية الأميركية تهاوت في فلوريدا، ولا الشيوعية الدولية، عجزت في هافانا، عن المصالحة مع الأميركان.

مع ان واشنطن احتفظت بأفكار بطل فضيحة ووترغيت، كما حافظت كوبا على ذهنية كارل ماركس.

هل في العالم، يعرفون كيف يختلفون، ويذهبون الى الحروب، وفي لبنان لا يعرفون مخرجاً أو حلاً، لانتخاب رئيس جمهورية جديد.

وهل يعجز اللبنانيون عن حلّ مأزق الجلسة التشريعية والتوصل الى مواصفات رئيس الدولة. ولا يتوافقون على حلّ مشكلة الزبالة، في وطن يكاد يختنق أبناؤه من روائحها النتنة.

كان لبنان في أزمة معقّدة حول ايجاد مطامر للنفايات، بعدما عجزوا عن حلّ كوارث الأوساخ في الشوارع…

آخر الحلول المقترحة، عبّروا عنها باللجوء الى ترحيل النفايات.

هل يتم ترحيلها الى عرض البحر.

أم يلجأون الى دول مجاورة.

ومن يدفع كلفة الترحيل؟

وبين الترحيل والتجميع، سأل سياسي مهذب، هل الحلّ المعروض، هو لترحيل الطبقة السياسية عن البلاد، أم لايجاد حلّ لأزمة بقائهم في لبنان.

والموضوع يتطلب بضعة أشهر، للدرس والمعالجة. والبلد يكاد يذوب من محنة، لا أحد يجد لها حلولاً.

اجتمع جماعة البيئة في الشويفات، والأمير طلال ارسلان أحب تسوية مقبولة لأزمة النفايات، إلاّ أن الحلّ الصعب لا يمرّ في سهولة.

وقف ذات مرة، السلطان سليم ليدافع عن نفسه في البرلمان، وشقيقه الشيخ بشارة خليل الخوري رئيس لجمهورية لبنان.

على أبواب الأربعينات، رفع السلطان سليم يده في البرلمان، وقدّم استقالته من النيابة، على أمل ان تهدأ الضجّة.

بالأمس، تساءل اللبنانيون، عما اذا كان أحد من الجالسين الى طاولة الحوار يقف ويعتذر من الناس، ويقدم الى البرلمان الممدّد له مرتين استقالته، وينزل للجلوس مع الحراك المدني قبل أن يسقط هو الآخر من فرط أخطائه والمبالغات. –