IMLebanon

ثلاثة أهداف استراتيجية برسم  ثورة الرصاص الفلسطيني

أطنان من الرصاص الطائش أطلقت في لبنان وفي المنطقة العربية على مدى السنوات القليلة الماضية حصراً، حتى لا نعود الى الوراء أكثر في التاريخ. ولا بد من تعريف سريع لهذا النوع من الرصاص، بالقول – اختصاراً – أنه كل رصاص لا يوجه الى عدو. وهذا العدو في هذه الآونة من التاريخ العربي المعاصر هو: اما العدو الثابت من عقود وهو اسرائيل، واما صنيعة اسرائيل والصهيونية أي الارهاب المسلح بنسختيه التكفيرية والارتزاقية! والنوع الثالث من الرصاص الطائش هو الذي يطلق على لا أحد، في اتجاه السماء وفي مناسبات حزن أو فرح أو… طيش! وتكون من نتائجه اصابة أحد على الأرض من الضحايا الأبرياء! وكل هذه الأطنان من الرصاص ذهبت هدراً، ما عدا… ما عدا…

… ما عدا بضع رصاصات أطلقها شابان فلسطينيان في مقتبل العمر، بالقرب من وزارة الدفاع الاسرائيلية في قلب تل أبيب، وكانت هذه الرصاصات وحدها الرصاص الملآن وفي الاتجاه الصحيح مائة في المائة! والوقت قد حان الآن باللجوء الى هذا الأسلوب دون سواه، وتكثيفه وتعميمه، لتحقيق عدة أهداف استراتيجية دفعة واحدة… منها أولاً أن أسلوب الطعن والدهس، سرعان ما استخدمه المكر اليهودي ضد القائمين به وتعميمه على غيرهم! وصار في وسع أي شرطي اسرائيلي أن يقترب من أي شاب وفتاة من الفلسطينيين في الشارع، ويطلق عليهما النار ويرديهما بذريعة الشك، حتى ولو تبين على الفور أن أياً منهما لم يكن ينقل سكيناً أو سلاحاً!

الهدف الإستراتيجي الثاني:

تكثيف الهجمات الفلسطينية بالرصاص وإسقاط أعداد أكبر من المستوطنين المتوحشين، وتعميم ذلك في أرجاء فلسطين، من شأنه أن يلفت انتباه العالم الى ما يجري من جرائم نازية ضد الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، ومن تطهير عرقي علني، وهدم للبيوت على نطاق واسع، ومصادرة الأراضي والقتل العلني للمواطنين الفلسطينيين بأوهى الذرائع، والاعتقالات الجماعية دون محاكمة، واقتلاع الأشجار وتخريب الكروم والتربة، وغير ذلك من الفظائع التي لا ينتبه اليها العالم، الا بعد قتل أعداد من الاسرائيليين على أيدي شبان وشابات نذروا شبابهم للحياة بكرامة أو الاستشهاد بعز!

الهدف الاستراتيجي الثالث:

اطلاق ثورة الرصاص الفلسطيني ضد الاحتلال على أرض فلسطين، من شأنه أن يطلق صرخة احتجاج مدوية ومزلزلة ضد القيادات الفلسطينية داخل السلطة وخارجها في الضفة والقطاع، وما أوصلت اليه الشعب الفلسطيني، وتركه مستباحاً للتنكيل الاسرائيلي المستمر والمتمادي. وهي صرخة تطلق ادانة للقيادات الفلسطينية لانقسامها وصراعاتها العقيمة، وفسادها وافلاسها الوطني والقومي. ولعل أهم ما يمكن أن تحققه ثورة الرصاص الفلسطيني تحت الاحتلال، هو استباق المؤامرة التي يجري اعدادها الآن بأن يتولى الخلافة والقيادة على رأس السلطة، فلسطيني اسرائيلي الهوية والهواية…! وهكذا تسارع اسرائيل الى مفاوضات سلام، فتكون كمن يفاوض نفسه، وتوقع مع هذه القيادة الجديدة البديلة والعميلة صك تصفية فلسطين كأرض وشعب تحت عنوان معاهدة سلام!