IMLebanon

الى الزعماء الموارنة هل تريدون حقاً انتخاب رئيس؟

استوقفتني كثيراً انتخابات حزب الكتائب وذكرتني بالأيام الجميلة يوم كان الزعماء المسيحيون زعماء بكل ما للكلمة من معنى.

هنا لا بد من الإشارة الى الحلف الثلاثي بين الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميّل والعميد ريمون إده رحمهم الله… فلو نظرنا الى هذا الحلف لأمكننا أن نرى أنّ الرئيس كميل شمعون كان يرغب في تمديد ولايته في عام 1958 يوم نشبت ما تسمّى «الثورة».

العميد ريمون إده ابن الزعيم اميل إده، كان شخصية بارزة وزعيماً وطنياً كبيراً وأحد أبرز وزراء الخارجية في تاريخ لبنان.

وأما الشيخ بيار الجميّل الذي بنى حزب الكتائب من الصفر وحوّله في فترة زمنية قصيرة لأن يصبح أهم حزب مسيحي… كان يطمح أيضاً الى الرئاسة.

هؤلاء الزعماء الثلاثة عندما وجدوا تعذر وصول أي منهم الى الرئاسة، وكان لديهم نواب مؤيدون يمكنونهم من منافسة المرشح الشهابي (مرشح المكتب الثاني) وكان لبنان مقسوماً في ذلك الحين بين الحلف الثلاثي و»النهج» (الشهابي).

عظمة أركان الحلف الثلاثي أنهم اجتمعوا في ما بينهم وقرروا بما أن وصول أحدهم الى الرئاسة متعذر، أن يتبنوا الرئيس سليمان فرنجية (من خارج حلفهم) فوصل وكان وصوله أوّل مرة ينتخب رئيس لبناني بقرار لبناني.

واليوم ماذا يمنع أن يجتمع الثلاثة (الرئيس أمين الجميّل، والعماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع) ويختاروا شخصاً آخر ويتفقوا عليه لرئاسة الجمهورية.. وهذا الكلام عن رئيس يمثل ورئيس لا يمثل كلام فارغ، والرئيس سليمان فرنجية لم يكن يمثل كل المسيحيين في حينه.

أما الكلام على الإستفتاء فإنّ فوز الشهيد بيار الجميّل في الانتخابات النيابية حتى في ظل الوجود السوري، ثم عاد في المرة الثانية شقيقه الشيخ سامي ففاز بأكثرية ملحوظة…

هذا هو الإستفتاء.

فإذا كان الأقطاب الثلاثة حرصاء، فالوقت مناسب جداً.

وبالمناسبة، فإنّ الدكتور جعجع أعلن غير مرة استعداده للاتفاق مع العماد عون على مرشح «توافقي»… وأغلب الظن أنّ الرئيس أمين الجميّل ليس بعيداً عن هذا الطرح، من خلال معرفتي به أؤكد أنّه مستعد لأن يضحّي بالغالي والنفيس كي لا يبقى موقع الرئاسة شاغراً.