IMLebanon

الى العمل فورا وبزخم  مع ولادة العهد الجديد

سيتبارز اللبنانيون كالعادة في اطلاق شعارات للعهد الجديد، تكون بمثابة لافتات معلّقة على باب قصر بعبدا، أقلّه في العالم الافتراضي. وهي – كالعادة أيضا – ستكون متفاوتة بين ال مع وال ضد. وال بين بين. غير أن الحدث في حدّ ذاته مبهر، بالخروج من الشغور الرئاسي بعد زمن طويل من المراوحة في الظلام، ولا تليق بالمناسبة إلاّ الشعارات المتوهّجة بالأمل والرجاء. ويصح له أولا، شعار صنع في لبنان. وهو يعكس جانبا كبيرا من الحقيقة. وعلى افتراض وجود قطب خفيّة خارجية – اقليمية أو دولية – فان الجانب المرجح في صنع هذا الحدث كان محليا بامتياز. وهذا يمثل منعطفا استثنائيا في مسار طويل كان فيه للخارج أرجحية القرار، وللداخل شكليات التنفيذ.

صنع في لبنان يعكس حقيقة بات على اللبنانيين أن يصدّقوها، وهي ان لبنان السياسي اذا أراد فعل. وهو شعار لا يصلح للاستحقاق الرئاسي وحسب، وانما أيضا يصلح شعارا للعهد بكامله. بمعنى لبننة الحلول للملفات العالقة والأزمات المستشرية، بحيث يبذل الأفرقاء تضحيات تتيح ايجاد حلول لكل أزمة منها، وذلك على غرار التضحيات التي بذلت لايجاد حلّ لأزمة الشغور الرئاسي. ومن المعروف أن السبب الحقيقي لتناسل الأزمات واستشراسها وبخاصة في مرحلة الشغور، يعود الى غياب انتظام عمل الدولة. ومع بزوغ عهد جديد يفترض عودة الانتظام، وايجاد حلول بكثير من النزاهة وقليل من الفساد.

صنع في لبنان لا يكتمل إلاّ بشعار آخر ملازم له هو: الى العمل فورا، لتعويض ما فات، ليس فقط في فترة الشغور، وانما ما سبقها أيضا من سنوات الشؤم والضياع. والانخراط في العمل فورا أمر ممكن وقراره بيد العهد وبما يبديه من مرونة وحكمة مع بعض التضحية والتنازلات الآنية. ذلك أن ما يمكن أن يربحه العهد من الانطلاق بزخم في أيامه الأولى – رئيسا وحكومة – لا يقاس بمدى مشاعر الصدمة من ان يبدأ العهد خطواته الأولى ك بطة عرجاء!

… وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل!