IMLebanon

غرائب ترامب وعجائبه  تحت المجهر الأميركي

الرئيس دونالد ترامب يصطدم بالحقائق الصعبة في النظام الأميركي، وهو يستسهل التعامل بجهل مع التضاريس السياسية الصعبة في العالم. وليس ما قاد الى استقالة مستشاره للأمن القومي الجنرال مايكل فلين قبل ان يكمل الشهر في المنصب سوى القسم الظاهر من جبل الجليد. ولا كان قرار القضاء بوقف الأمر التنفيذي الذي منع مواطني ٧ دول شرق أوسطية من دخول أميركا سوى تذكير بحدود السلطة ورفض للتعسف في استخدامها. فما فعله فلين مع السفير الروسي في واشنطن قبل ان يتولى رسميا منصبه يتجاوز مخالفة قانون لوغان الذي يحظر على المواطنين اداء مهمات ديبلوماسية. فهو الكذب والخبث في صفقة حسّاسة: رفع العقوبات التي فرضها الرئيس باراك أوباما على روسيا ردا على قرصنة معلومات أميركية يقول الديمقراطيون ان نشرها أضعف حظوظ المرشحة هيلاري كلينتون. وما كشفته معلومات موثقة عن اتصالات بين مساعدين لترامب ورجال استخبارات روس يمكن ان يقود الى ترامب نفسه ودعوته الى الاستقالة.

لكن ترامب لا يزال يتصرّف كأنه يستطيع ادارة أميركا والعالم من البيت الأبيض كما أدار شركاته من برج ترامب. فهو مصرّ على تغريداته عبر تويتر. يهاجم المسمّون قضاة الذين أوقفوا تنفيذ قراره. يهاجم المتجر الذي سحب عرض بضاعة ابنته ايفانكا. والمشكلة عنده ليست التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية كما لو ان أميركا جمهورية موز بل تسريب معلومات التدخل ونشرها. وهو يهاجم النيويورك تايمس والواشنطن بوست بسبب نشر المعلومات ويسميهما فاشلتين. ويلوم أجهزة الاستخبارات الأميركية على التسريب. وليس غريبا ان يغضب على الوول ستريت جورنال التي كشفت ان أجهزة الاستخبارات تحجب المعلومات الحساسة عن ترامب لأنها لا تثق فيه.

وأحدث عجائب ترامب وغرائبه التخلي عن الموقف الأميركي التقليدي من تسوية الصراع العربي – الاسرائيلي، على أساس حلّ الدولتين. ثم الانتقال، حسب النيويورك تايمس من المقاربة من الداخل الى المقاربة من الخارج. قوام المقاربة الأولى ان التسوية مع الفلسطينيين تفتح باب السلام مع العرب. وعلى العكس، فان قوام المقاربة الثانية ان الدول العربية تساعد الفلسطينيين على التسوية. والتبرير، حسب دنيس روس، هو كون الفلسطينيين ضعفاء ومنقسمين. وهو حسب نتنياهو التقارب بين اسرائيل ودول سنية بسبب الخطر الايراني المشترك.

لكن المشكلة كانت ولا تزال ان العرب والفلسطينيين يفاوضون من دون أوراق قوة، وأميركا لا تريد أو لا ترغب في الضغط الجدّي على اسرائيل لتحقيق حلّ الدولتين. واسرائيل رافضة لحلّ الدولتين وحلّ الدولة الديمقراطية الواحدة في غياب الخيار العسكري العربي.