IMLebanon

«وين علقانين؟» لسان حال المغرّدين

لم يكن أمام سالكي الطرق في مختلف المناطق اللبنانية، ولا سيما على المدخل الجنوبي لمدينة بيروت، صباح امس، سوى ركن سياراتهم وانتظار الفرج. فقد تساوى الموظفون والطلاب والمرضى.. والمواطنون أجمعين أمام المعاناة..وما من مُعين.

فعقب صدور قرار وزارة الداخلية والبلديات وقف اعمال المرامل والكسارات الى حين عرض الملف على مجلس الوزراء بهدف تنظيم القطاع، فاضت طرق لبنان بمشهد لم يعد للاسف مفاجئاً، بل اصبح مشهداً اعتيادياً من مسلسل القلق والانتظار والذل الذي يعيشه اللبناني كلما اتخذت مجموعة ما، غير راضية عن قانون ما، وهذه المرة اصحاب الشاحنات، من قطع الطرق وتهديد سلامة المواطنين وأمنهم وخبزهم اليومي وسيلة لتحصيل «حقوقها»، مستقوية بدعم سياسي يصعب عملية تطبيق الحلول القانونية والسيطرة على الوضع.

مواقع التواصل الاجتماعي، فاضت بدورها بصور الطرق التي اقفلت منذ الصباح، وكلٌ راح ينشر جزءاً من «المصيبة» لا بل «الفضيحة»، والتي بلغت اوجها عند انتشار فيديو مصوّر لاحد المعتصمين وهو يعتدي على مواطن بالضرب وتكسير سيارته وشهر سلاحه واطلاق النار عشوائياً، قبل ان تعمد شعبة المعلومات الى توقيفه بعد ساعات. ولكن هذا الاعتداء لم يفلح في تعكير مزاج المعتصمين عموماً، حيث رصدت ايضاً العديد من الصور ومقاطع الفيديو لبعض اصحاب الشاحنات المعتصمين وهم يدخنون الاراكيل في وسط الطرق متخذين من المواطنين رهائن، حيث كان بعضهم يختنق داخل نفق المطار الذي علقت السيارات في داخله لساعات وسجلت حالات اغماء صعب على فرق الاسعاف الوصول اليها.

وعلى وقع هاشتاغ «وين_علقانين؟» الذي اطلقته قناة الـ LBC، رصدت تغريدات اللبنانيين طوال النهار المطالبين بفرض هيبة الدولة على اي مخل بالامن ومستهتر بحياة الناس ومصالحها. وعلّق فراس حاطوم على حادثة الاعتداء في الكوستابرافا بالقول: «العهد بيكون قوي لما ينام القبضاي اللي كسر سيارة الزلمي وضربو 5 سنين بالحبس». اما حساب زحلاوي فعبّر عن رأيه مؤكداً أن «بمزرعة من طرف مهوار من طرف سياج عالي ما بيقطعو إلا يلي طاير وفي حيوانات مفترسة فلتانة بين الغنم والراعي مربوط هيدا #بلد_العيب». وكتبت فاطمة الموسوي «#وين_علقانين؟ ببلد كل من إيدو إلو طالما هو مدعوم وإلو ضهر يحميه. الله يجيرنا». اما علي قبرصي فكتب متضامناً «#وين_علقانين ما فينا نلوم حدا عندو عيلة وبدّو يجيب لولادو أكل وشغلو واقف…بس…مش على حساب مواطن رايح على شغلو وكمان عندو نفس الهدف». فيما غرّد وديع عقل قائلاً «التهاون القضائي والتراخي الامني تسببا بفلتان الزعران على طرقات لبنان»، وطالب بسجن المخلين بالامن «السلاح الظاهر والاعتداء على المواطنين لا يجب ان يمر دون عقاب. السجن وجد لأمثال هؤلاء».

هدى تاج الدين أعربت عن غضبها من المشهد بالقول «#وين_علقانين، علقانين بمزرعة، مطرح ما الفاجر بياكل مال التاجر بدكن تتظاهروا …تظاهروا بأدبكن، بس مش الحق عليكن الحق على يلّي فلّتكن». وكذلك، وصف جيمي سكاف الاعتصام بالمقرف «انو الواحد بدو يتظاهر بكميون عالطريق ويسم بدن مليون لبناني، عم تسكروا الطريق ع العالم المعترة … شي مقرف ومش مقبول». اما علي كركي فانتقد التحرك السياسي للمعتصمين لافتاً إلى أن «الهدف من وجود نقابات توحيد الجهود للضغط على السلطة والحفاظ على حقوق العاملين وليس الحفاظ على حقوق زعيم الحزب التابعة له»، مضيفاً في تغريدة اخرى «سيطرة الاحزاب الحاكمة على النقابات افقدتها الغاية الحقيقية لوجودها فأصبحت اداة في يد السلطة لابتزاز الشعب بدل ان تكون العكس». وسأل طوني الراعي باختصار: «انا شو خصني تيسكرو عليي الطريق؟».

بدوره، طالب جواد مزهر بفك اسر المواطنين العالقين بالقول « #وين_علقانين، روحوا تظاهروا قدام بيت المسؤول وتركوا العالم اللي متلكن تشتغل، رورحوا تظاهروا وسكرولوا طريق بيتو والله ما بتسترجوا #شعب_جبان».