IMLebanon

«قريباً جداً، ستراق الدماء أنهاراً»؟

تعتبر أجهزة الأمن والاستخبارات الغربية أن روسيا أصبحت الهدف الرقم واحد للارهابيين في المرحلة الراهنة.

وترى ان روسيا تدفع اليوم ثمن تدخلها العسكري في النزاع السوري، وان رهانها على تسهيل ذهاب ما لا يقل عن 2400 مقاتل متطرف للانضمام الى المجموعات الارهابية في سوريا عشية انطلاق الألعاب الأولمبية الشتوية في سوشي عام 2014 لا بد ان يرتدّ عليها في الداخل الروسي.

عندما سهّلت القيادة السياسية والمخابراتية في موسكو خروج المتطرفين الى منطقة الشرق الأوسط كانت تهدف الى حماية الألعاب الأولمبية من جهة، والتخلص منهم في المعارك العسكرية في سوريا، وعدم السماح بعودتهم إلى روسيا بأي شكل من الاشكال، من جهة ثانية.

لكن رقعة المواجهة بين موسكو والتكفيريين تزداد انتشارا وتعقيداً من سوريا إلى القوقاز إلى الداخل الروسي، في وقت تستعد موسكو للتدخل في ليبيا.

لقد اعتمد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مواقف متشدّدة ضد الإرهاب منذ ما قبل وصوله إلى السلطة في آذار عام الفين، بعدما هزّت سلسلة من التفجيرات موسكو ومدناً أخرى في 1999. فلام الشيشانيين وأعلن حرباً ثانية عليهم. وفي شباط 2003، أعلنت المحكمة الروسية العليا أن جماعة «الإخوان المسلمين» هي منظمة إرهابية.

ان تفجير سان بطرسبرغ أمس، في المكان والتوقيت، لم يأت مصادفة مع وجود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الثانية لروسيا ونافذتها على اوروبا، وهو ليس الأول، ولا أحد يمكنه ان يجزم انه سيكون التفجير الاخير.

فقد سبقته عمليات إرهابية أخرى، منها إسقاط طائرة ركاب مدنية روسية كانت عائدة من شرم الشيخ إلى سان بطرسبرغ في ايلول 2015 في الرحلة 9268، وتفجير المترو في موسكو عام 2010، والهجوم الانتحاري في مطار دوموديفوفو عام 2011 وغيرها.

وفي المقابل، تمكنت الاجهزة العسكرية والامنية الروسية من تصفية العديد من قادة المتطرفين في القوقاز. وفي كل مرة، لا يتأخر الرئيس بوتين في تدفيع الارهابيين الثمن والرد على أي عملية بقساوة أشد وأكبر.

انها حرب كرّ وفرّ بين الأمن الروسي والارهابيين، ولا يتوقع أن يكون تفجير الأمس خاتمة المواجهات بينهما، خصوصاً في ظل قرار حازم من الجانبَين بالقتال. وقد وجّه احد قادة تنظيم «داعش» تهديداً مباشراً الى روسيا، من خلال شريط فيديو قال فيه ما حرفيته:

«قريباً، قريباً جداً، ستراق الدماء أنهاراً».

روسيا قلبت موازين القوى على الساحة السورية بطائراتها الحربية ومستشاريها العسكريين ونخبة من قواتها، لكن السؤال هو: كيف ستواجه مَن ينجو من الحرب على الإرهابيين في سوريا ويفر عائداً إلى روسيا عابقاً بالحقد والكراهية، وهو أكثر تدريباً وبطشاً، وعطشاً للانتقام؟