IMLebanon

إنتصار لا إنكسار!

كان أهم ما قرّره مجلس الوزراء امس، اختياره قضاء كسروان – جبيل، ليكون محافظة، بدلاً من القضاء القائم الآن.

وهذا القرار هو إمعان في التحرّر من القضاء، لأن منطقة عريقة مثل كسروان، أو مثل كسروان – جبيل تستحق مثل هذا التكريم.

أساساً، منذ القرار المتخذ قبل سنوات، بتعزيز دور القضاء ليصبح محافظة هو القرار المطلوب للإنصاف.

كما ان الإنصاف الذي خصّ به النواب، هذا القضاء، هو حكمة على طريق الحق والإنصاف.

ولا أحد ينكر ان قضاء كسروان، عندما يتحوّل الى محافظة، سواء مع شقيقه قضاء جبيل أو وحده هو الإنصاف بعينه، لأن جبيل التي اشتهرت بنجاحتها وبوضع تمثال للأديب الكبير مارون عبود الإنجاز الأكبر في تاريخها، وعلى أبوابها المفتوحة أمام التاريخ الكبير للمنطقة.

كما ان رفع قضاء كسروان الى محافظة هو المرجع الأساس للإنصاف، لأن الغريب كما حاولوا تجزئته، هو الإنصاف الذي يسعى إليه كل قضاء في هذا العصر.

***

لا أحد ضد الكثافة في المحافظات، ولكن، لا أحد ضد التجزئة بين المحافظات الساعية الى الإزدهار.

وهذا انتصار بحدّ ذاته، الى الرئيس فؤاد شهاب الذي سعى طوال حقبة طويلة الى جعل السيدة العذراء في رعاية أحلام ورجال وجوه كبيرة، في السياسة اللبنانية وأبرزهم النائب الخالد لويس أبو شرف والفؤادين: فؤاد نفاع وفؤاد البون والبرلماني العريق نهاد بويز والبروفسور فيليب الخازن، والمفكر الكبير فؤاد افرام البستاني رئيس الجامعة اللبنانية.

وهذه من المفاخر التي تجلل القرار النيابي الآن.

كان الرئيس كميل شمعون زعيماً كبيراً في السياسة، لكن عظمته تجلّت في رعايته لكسروان – الفتوح، مثل عظمة قيادته لعاصمة الأمراء دير القمر.

***

ما حققه مجلس النواب، خطوة كبرى يندر ان يورد أحد مآثرها، لأن كثافة التمثيل السياسي، تعزز كثافة الوجود السياسي في كل منطقة.

عندما قرّر لبنان، إنصاف الطوائف الكبرى، خصص رئاسة الجمهورية اللبنانية للطائفة المارونية، وأعطئ الرئاستين الثانية والثالثة للشيعة والسنّة، فيما أشار الرئيس فؤاد شهاب الى التمييز بين محافظة بيروت وسائر المحافظات الأخرى.

ويومئذٍ جرى الإتفاق على جعل محافظة بيروت ممتازة، وعلى أن محافظ العاصمة يمتاز عن المحافظين الآخرين بصلاحياته.

في السابق كان محافظ بيروت ولا يزال، المحافظ الأول، لا الثاني ولا الثالث.

وهذا إن دلّ على شيء، فيدلّ على أن الإنصاف في الماضي كان العنوان الكبير للحق الكبير للطائفة الممتازة بين المحافظات الممتازة.

وهذا ما ينبغي المحافظة عليه في معظم الأوقات لا في الأزمنة الطارئة فقط.