IMLebanon

وليد جنبلاط

فنّان سياسي وليد جنبلاط. مُبدع في الاختصار وفي لعبة الميديا. ويعرف تماماً كيف يخاطب الآخرين، أخصاماً وحلفاء، وكيف يذيع مواقفه برقياً وسريعاً، باعتبار أنه رجل يشتغل في السياسة وفي الشأن العام، وليس محاضراً جامعياً..

«يمارس» هوسه التحليلي وفق منطق العصر، ويفترض (محقاً) أن المتلقي في عالم اليوم، يرى ويسمع ويعرف ما يكفي من وقائع، ولا يحتاج بالتالي الى المزيد من الشرح والتفصيل.. وإذا أراده في كل حال، فمن الخطأ الجسيم الافتراض أن السياسي هو صنو مذيع نشرة الأخبار.

والشكل في أدائه، يوازي المضمون ويتممه.

ومفترٍ مَن ينكر أنه فنّان أيضاً في تدوير الزوايا الحادة. وفي ردم الحفر كي لا تصير مهاويَ عميقة. يشرقط ذكاء. ويعرف تماماً مواقع الأفخاخ الموجودة على طريقه فيتجنبها.. وهاجسه الخاص فيه خير عام، على عكس البعض في عالم اليوم، ولذلك فإن ما يؤخذ عليه يصبّ في خانته: لا يأخذ مواقف أساسية من قضايا ثانوية. ولا يتوقف عند التفاصيل ويتجاهل المسار العام. والأهم من ذلك، أنه يثبّت يومياً ما هو معروف عنه: قارئ ممتاز للوقائع والخرائط.. ونادراً ما توصله «راداراته» اللاقطة لتقلّبات المناخ السياسي، الى الخيار الخطأ.

الأثقال التي يحملها في هذه الأيام، من جبل لبنان الى جبل العرب تنوء تحت وطأتها أكتاف أعرض من كتفيه، لكنه لا ينحني ولا يضيّع البوصلة.. يعرف استراتيجياً مثلما يعرف تكتياً أن خياراته في النكبة السورية ومن سلطة بشار الأسد لا بديل عنها ومنها، لكنه لا ينفعل إذا لم يصل «كل« صوته الى حيث يجب أن يصل، وإذا لم يقتنع البعض من أهله بمواقفه.. وفي موازاة ذلك، لا يتردد في الوضوح: يحمّل الروسي (الحليف التاريخي!) مسؤولية أساسية ومركزية في نكبة سوريا، والأميركي (الصديق الذي لا بدّ منه!) مسؤولية مماثلة.

في مواقفه اللبنانية يسير تحت سقف رفض الفتنة بكل مستوياتها ومراتبها وهوياتها، ويمكن بكل ضمير مرتاح الحكم له وليس عليه في الشأنين الدرزي الداخلي والوطني العام.

صوت العقل، ابن كمال جنبلاط.