IMLebanon

واشنطن تعود إلى الواجهة من باب.. مواجهة الإرهاب

تكشف مصادر ديبلوماسية، أن هناك تلاقياً أميركياً – روسياً حول مسألة التخلص من الإرهاب وضرورة مكافحته بكل الوسائل، وضرورة وضع زخم إضافي في الجهود المبذولة لوضع حدّ له.

وتشير المصادر، إلى أن الإدارة الأميركية اتخذت قراراً جدياً بإنهاء الإرهاب وهي تعتبر أن هذه العملية ستنجز في غضون سنة أي خلال نهاية العام ٢٠١٨ ، لكن في الوقت نفسه، يتجه الدور الأميركي إلى مزيد من السيطرة على المنطقة، والإستفادة من عملية مكافحة الإرهاب لإستعادة التأثير القوي في سياسات المنطقة، وإن كانت لعبت دوراً سابقاً في السماح لظروف أدت إلى تقوية الإرهاب. وأصابع السياسات الدولية الكبرى ليست بعيدة عن بعض الأدوار الإقليمية التي عززت اواصر الإرهاب.

كما يسجل على إدارة الرئيس السابق باراك اوباما بأنها كانت متساهلة مع داعمي الإرهاب، لذا كانت تشوب علاقات بعض الدول في المنطقة مع هذه الإدارة معوقات وتباعد، نتيجة لذلك.

وبالتالي، فإن عوامل عدة تساهم حالياً بتضافر الجهود الدولية لدحر الإرهاب، من ابرزها :

– أن كل الدول باتت تشعر بخطر الإرهاب وتوسع عملياته شرقاً وغرباً وعابراً للقارات. وإن التهديدات التي يشكلها قائمة بقوة، والخوف الذي أدى ذلك إليه بات خوفاً مشتركاً بين كل دول العالم، لأن الإرهاب بات لديه شبكة عالمية توسعت وإنتشرت، وهذا لم يعد مقبولاً ولا يمكن تحمله كطريقة باستيعابه دائماً.

– الدول تعتبر أن «الكيل» قد طفح في ما خص الإرهاب، ومن الواجب وضع حد له. وكانت هناك محاولات ومساعٍ متينة بعيدة عن الأضواء طيلة الفترات السابقة لكنها لم تؤد إلى نتيجة.

روسيا التي لها الموقف الأميركي نفسه بالنسبة إلى المسؤولية عن دعم الإرهاب وتمويله، تدعو إلى الحوار في الموضوع. وهي عملت في الآونة الأخيرة، على تقوية علاقتها مع مصر التي استهدفها الإرهاب مراراً، وكانت على شفير ما يقترب من الحرب مع من هم وراء الإرهاب، بحسب قول سفير مصر في دولة كبرى. مكافحة الإرهاب لن تكون مسألة قريبة الحل الجذري، لكن من المستبعد أن يتحول أسلوب العمل لوقف دعمه إلى حرب عسكرية أو أمنية.

الفارق بين الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب والسابق باراك اوباما، في التعامل مع الإرهاب، أنه أيام الأخير كان واضحاً، وبالتوافق مع أوروبا وكل دول العالم، أن مواجهة التطرف الإسلامي لا يمكن أن يتم عبر الجيش النظامي، الذي يجب أن يقمعه. وليس عبر اليبراليين لأنهم لا يشكلون عدداً كبيراً. انما القمع يجب أن يتم عبر الإخوان المسلمين الذين قدموا أوراقاً معتدلة في شتى الأمور لاسيما في مسألة العلاقة مع إسرائيل. لكن الإخوان فشلوا في تحمل مسؤولية هذه المهمة. وبات الحديث الآن أن يقوم الجيش النظامي «والعسكر» بهذه المهمة. ترامب وقف إلى جانب هذا الخيار، معتبراً أن الإخوان ولو المعتدلين فهم لم يستطيعوا القيام بهذا العمل. اوباما سمح لـ «داعش» في أفغانستان فقط بأن تكبر وتتمادى في مخططها. وليس في أماكن أخرى. فقط كان يهم الأميركيين الإخوان المعتدلين وليس «داعش». انما ضعف الإعتدال أدى إلى تقوية «داعش». وأوباما في آخر حكمه لم يكن ليتدخل لفعل شيء. بل ترك للروس أن يواجهوا «داعش»، إذ إعتمد سياسة اللامبالاة تجاه شؤون المنطقة. الروس عملوا على الأرض لمواجهة هذا التنظيم، خصوصاً في سوريا. إلى أن جاء ترامب الذي إتفق مع الروس حول أن الأولوية لمحاربة «داعش» والنصرة. ترامب يوافق على سياسة روسيا، لكنه يريد حصة، في حين أن اوباما كان على الحياد. ترامب ضد التطرف، لكنه وجه رسائل للروس حول أنه ليس وحدهم يجب أن يعملوا، بل أن لديه حسابات أخرى وتفاهات أوسع وأشمل تطال دول المنطقة المهتمة بضرب «داعش «. لكن كل ذلك من دون أن ينتصر نظام في المنطقة على آخر، وإن لا تغلب إيران العرب ولا أن يغلبوها هي فعلياً.