IMLebanon

ماذا قال نائب وزير خارجية إيران؟

لا نعلم ماذا يفعل في لبنان نائب وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية جابر الانصاري المعيّـن حديثاً خلفاً لحسين أمير عبد اللهيان.

يقولون إنّ عبد اللهيان كان من المتطرفين ويتبع للحرس الثوري، بينما النائب الجديد جابر الانصاري يعتبر من المعتدلين.

صحيح أنه زار رئيس الحكومة وزار أيضاً رئيس المجلس النيابي ولكن سؤالنا ماذا قال لهما؟ هل قال إنّ إيران ستسمح بانتخاب رئيس للجمهورية أم أنها تنتظر انتهاء ولاية أوباما وترى من سيأتي بعده لتعقد مع الرئيس الجديد اتفاقاً حول عدد كبير من الملفات وأهمها دور إيران في المنطقة أولاً؟ ولن يتنازل الايراني عن ورقة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان إلاّ بعد أن يتفق مع الاميركي على دور أساسي له في المنطقة.

العجيب الغريب أنه في الوقت الذي يزور الديبلوماسي الايراني لبنان يتنقل قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني بين العراق وسوريا ولبنان واليمن.

فعلاً انها التقية… إذ لا تعرف حقيقة ماذا يريد الايرانيون… هل هم مع السلم أو مع الحرب؟

وماذا يعني آية الله خامنئي عندما يقول إنّه يسيطر على أربع عواصم عربية؟

هناك حقيقة يجدر التوقف عندها وهي أنّ الدور الايراني في البلدان العربية هو دور سلبي جداً ودور طائفي إذ انّ المنطقة كلها أصبحت منقسمة على ذاتها بين سنّي وشيعي لأنّ الذي خطط لمجيء نظام ولاية الفقيه الى إيران كان يهمه الفتنة وهذا ما نعيشه اليوم: فتنة سنيّة – شيعية، وحروب بالجملة تقضي على الأخضر واليابس، أمّا قول آية الله الخامنئي إنّه يسيطر على 4 عواصم عربية فهو غير دقيق والأكيد أنهم موجودون في العواصم المذكورة ولكنهم لا يستطيعون أن يفرضوا الامن والاستقرار في أي منطقة لا في العراق الذي يشهد منذ عام 2003 وحتى اليوم تفجيرات يومية خصوصاً في العاصمة بغداد، وسوريا تشهد أسوأ حرب أهلية عرفتها في تاريخها، وقد أصبح الوضع من أخطر الأوضاع وأكثرها سوءًا في العالم على الأصعدة كلها: اللاجئون 12 مليوناً والقتلى 500 ألف وتجاوز عدد المفقودين 400 ألف.

ونصف سوريا مهدّم ومدمر.

وفي اليمن حرب ضروس لم يشهدها اليمن في التاريخ.

وإذا عدنا الى زيارة الانصاري الى لبنان فالسؤال يطرح ذاته: من يعرقل انتخاب رئيس؟

الجواب واضح ومعلوم، وهو أنّ إيران هي التي تعرقل، والسبب كون الورقة الرئاسة في لبنان هي جزء من الملفات التي أشرنا إليها آنفاً والتي تريد طهران أن تبحثها مع واشنطن فتبيع وتشتري في السياسة والنفوذ والموقع والدور، ولكن مع الإدارة الاميركية الجديدة، وليس اليوم مع إدارة أوباما المنتهية الصلاحية.