IMLebanon

ماذا لو تحوّل «إعلان النيات» الى «تحالف الضرورة»؟

المسلمون في لبنان يجب أن يكونوا مرحّبين بهذا التوافق بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية على موقف موحّد من «تشريع الضرورة»… هذا إذا قرأنا أدبيات الطيفين المسلمين (تيار المستقبل والثنائي الشيعي وبالذات حركة «أمل» ) وأخذناها بحذافيرها. ذلك أنه منذ سنوات وبالتحديد في السنتين الأخيرتين لم تتوقف القيادات الإسلامية (السنيّة والشيعية على حد سواء) عن دعوة الأطراف المسيحية، وتحديداً «التيار» و«القوات»، الى التوافق على هذا الموضوع أو ذاك… وما يتوافق المسيحيون عليه «نمشي به».

صحيح ان التجربة غير مشجّعة. وبالذات في مسألة قانون الإنتخابات النيابية. فما أن توافق المسيحيون (جميعهم تقريباً) على مشروع قانون ما حتى قامت القيامة ولم تقعد بعد. ما اسقط المشروع على أبواب مجلس النواب قبيل إفتتاح جلسة التشريع بدقائق. والقصة معروفة في المبدأ والتفصيل وتفاصيل التفاصيل حتى الممل منها، وليس ثمة فائدة من إستعادتها، هنا، الآن. فقط للتذكير.

نحن (على صعيد شخصي) قلنا وكتبنا هنا غير مرّة، ونعيد الكتابة اليوم بأننا واثقون من أنه لو إتفق العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع (فَرَضاً) على أحدهما مرشحاً للرئاسة، لما حظي هذا الإتفاق بالتأييد الكافي من الفريق المسلم. لسنا نقرأ في الغيب. فقط نراقب نحلل فنستنتج ما تقدم.

في أي حال الموضوع ليس مطروحاً من هذه الزاوية. إنما أوردناه لننتقل الى السؤال الآتي: ماذا لو عقد ثنائي عون – جعجع حلفاً سياسياً؟ ماذا لو التقيا على بضعة مواقف مبدئية؟ (ونستدرك أنهما لم يتفقا بعد على قانون موحّد للإنتخابات في هذه المرحلة).

ماذا لو قرر التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية أن يخوضا الإنتخابات النيابية معاً، في لوائح مشتركة من جزين الى عكار، ومن الأشرفية الى زحلة؟

وهل هذا الإحتمال مستحيل؟ أو صعب؟ أو بعيد؟

وماذا ستكون مواقف الحلفاء هنا وهناك؟

تحديداً ماذا سيكون موقف حزب اللّه وسائر أطياف  فريق 8 آذار الذي يتحالف معه (حالياً) العماد ميشال عون؟

وماذا سيكون موقف تيار المستقبل، الركن الأساس في 14 آذار، الذي يتحالف معه الدكتور سمير جعجع حالياً؟

وبما أننا في مرحلة «تشريع الضرورة» واجتماع مجلس الوزراء لإقرار «مشاريع الضرورة»، ماذا لو أرتأى التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية ان هناك «مصلحة الضرورة» المسيحية، واستطراداً الوطنية، فالميثاقية، لقيام هكذا نمط من التحالف بين المكوّنين المسيحيين الأكبرين؟

ومَن يقول إن هذا الموضوع ليس مطروحاً داخل التيار والقوات ليس فقط على صعيد القاعدة، بل كذلك على صعيد الكوادر البارزة والقيادات ايضاً؟

إن ما تعرّض ويتعرض له المسيحيون في المنطقة، وبالذات في العراق وسوريا، فرض ذاته مادة أساسية للبحث في اللقاءات المسيحية كلها من بكركي الى معراب فالرابية فالصيفي فبنشعي… ونأذن لنفسنا أن نقول ان مثل هذا الإقتراح هو الأدنى سقفاً ممّا تذهب إليه النخب المسيحية في الإجتماعات (المهمة) غير المعلنة. وقد سبق أن أشرنا إليها غير مرة في هذه الزاوية.