IMLebanon

ما هو العمل الكبير الذي يُعِدّ له «داعش»؟

هجمات «داعش» في القارات الثلاث، آسيا وأوروبا وأفريقيا، في يوم واحد، لم تكن المفاجأة الأولى، ولا يُنتظر أن تكون المفاجأة الأخيرة.

تردّدت أصداء الضربات الإرهابية إلى أبعد من حدود الكويت وتونس وفرنسا، في رسالة دموية قاتمة، مفادها أن لا دولة عصية على «دولة الخلافة» وضرباتها، وأن لا مكان في العالم في منأى عن يد الإرهاب الطويلة.

«داعش» يمارس لعبة معقدة:

اولاً، يواصل الإعتماد على الإرهاب كوسيلة لإثبات قدرته وبطشه وتكبير دوره. يوسّع نطاق عملياته واعتداءاته من خلال استهداف مسجد للشيعة في الكويت وسيّاح في تونس ومصنع في فرنسا بعدما استهدف مساجد للشيعة في السعودية واليمن…

ثانياً، يغذّي الإحتقان الطائفي والمذهبي المتأجج في المنطقة والعالم. يضرب بجنون ووحشية. ينتظر ردّة فعل الشيعة في العالم العربي على أمل أن تضطر قوات الأمن لمواجهته وقمعه، فتفلت الأمور عن السيطرة. وبذلك يستهدف «داعش» أنظمة الحكم السنّية أكثر مما يستهدف الشيعة.

هذا ما اعتمده وما زالت يرتكبه «داعش» كتكتيك في العراق حيث فجّر مساجد للشيعة، ما أدّى إلى اندلاع فتنة طائفية وحرب مذهبية. وهذا ما يحاول أن يفعله اليوم في دول الخليج.

منذ عام 2013 إستخدم «تنظيم الدولة الإسلامية» المنطقة الواسعة التي يحتلها في سوريا والعراق لتعزيز موطئ قدم له في الشرق الأوسط، وتجنيد المغرّر بهم وتدريبهم على العمليات الإرهابية والإنتحارية وإرسالهم إلى دول أخرى أو إعادتهم الى بلدانهم لإراقة الدماء ونشر الرعب والفوضى.

وكشفت وزارة الخارجية الأميركية في تقريرها السنوي الأخير أن تنظيم «داعش» بلغ أقصى حدوده الجغرافية والديموغرافية في العراق وسوريا، وبالتالي فهو يقوم اليوم بالتفرّع عبر إنشاء مجموعات منشقّة في أماكن مثل ليبيا واليمن.

وعلى رغم أن التوسع الكبير عبر احتلال الأراضي خارج العراق وسوريا أثبت حتى الآن أنه بعيد المنال، وبالرغم من أن عام 2014 شهد انطلاق الجهود العالمية لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، يبدو أن العناصر التي أدّت إلى تنامي التنظيم السريع ستبقيه راسخاً في معاقله في المستقبل القريب.

في هذه المرحلة، يأخذ مسؤولو الأمن والإستخبارات على محمل الجدّ في كثير من الدول التهديدات والدعوات التي أطلقها الناطق بإسم «الدولة الإسلامية» أبي محمد العدناني في تسجيل صوتي في 23 حزيران الجاري لشن عمليات إرهابية حيثما استطاعوا.

وتأتي مصر واليمن وليبيا وتونس، حيث لـ«داعش» خلايا ناشطة أعلنت ولاءها لزعيم التنظيم «أبو بكر البغدادي»، في طليعة لوائح «داعش» للهجمات الدموية، إضافة الى دول الخليج والمغرب وفرنسا وبريطانيا وأستراليا والدنمارك وبلجيكا وكندا وهولندا وإيطاليا وإسبانيا والنروج.

ليس سراً ولا اكتشافاً أن «داعش» سيستهدف مجدداً هنا وهناك، لكن الجديد أن هذا التنظيم يعدّ لعمل كبير بعد امتلاكه قدرات لم تكن متوافرة له من قبل.

الكل يتوقع ويخشى مزيداً من العنف خلال شهر رمضان، لكن السؤال هو أين ستكون المفاجأة التالية وكيف؟

أما في لبنان فالبعض يضرب في رمل الإستفتاء..